الحرارة تحبس القالميين في بيوتهم يوم العيد
ضربت موجة حر قوية ولاية قالمة يومي الخميس و الجمعة و حبست الموطنين في منازلهم طيلة يومي عيد الفطر و تراجعت الحركة بشكل كبير في الشوارع و الطرقات متأثرة بحرارة قوية تجاوزت 48 درجة تحت الشمس ببعض المناطق في حدود منتصف نهار الجمعة.
البولفار شارع رئيسي وسط مدينة قالمة يتحول إلى فضاء أشباح يوم الجمعة بسبب الحرارة
و لزوم السكان بيوتهم مباشرة بعد صلاة العيد و أغلقت المحال التجارية أبوابها بمدينة قالمة و مدن رئيسية أخرى و سجل نقص كبير في التزود بالخضر و الفواكه و الخبز بسبب تراجع النشاط التجاري الذي تأثر بموجة الحر القوية.
و عادت الحركة إلى الطرقات الرئيسية و شوارع المدن و القرى خلال ساعات الليل و تبادل المواطنون الزيارات بشكل محتشم على خلاف مواسم الأعياد السابقة التي عرفت تدفقا كبيرا للعائلات.
و بقيت درجة الحرارة مرتفعة بعض الشيء أمس السبت ثاني أيام العيد لكنها لم تكن مؤثرة على الحركة و النشاط التجاري حيث فتحت أغلب المحال التجارية أبوابها لكنها صدمت المستهلكين بأسعار مرتفعة بلغت 100 بالمئة بالنسبة لبعض الخضر و الفواكه.
و تمر منطقة قالمة في السنوات الأخيرة بتغيرات مناخية صعبة في فصل الصيف و لم تعد تختلف عن ولايات الجنوب الكبير حيث أصبحت درجات الحرارة الفصلية فيها بين 35 و 45 درجة في الظل بداية من شهر جوان و إلى غاية سبتمبر.
و يعتقد السكان بأن السدود الكثيرة التي تم إنجازها في السنوات الأخيرة بالولاية قد ساهمت في ارتفاع الرطوبة و درجات الحرارة إلى جانب تراجع الغطاء الغابي الذي تدمره الحرائق كل صيف.
و يقع حوض قالمة الذي يضم عدة مدن كبرى بينها عاصمة الولاية في منخفض تحيط به الجبال من الجهات الأربع مما جعل معدل انعكاس الحرارة من الأرض إلى الجو ضعيفا للغاية حسب المختصين في علم المناخ و الأرصاد الجوية.
و من الصعب أن تصل التيارات الهوائية الباردة إلى حوض قالمة خلال الصيف بسبب التضاريس التي تشكل حاجزا طبيعيا يعيق الهواء القادم من البحر و يختزن كتلة هائلة من الهواء الساخن خلال ساعات النهار مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة التي أصبحت تشكل تحديا كبيرا أمام المواطنين و الاقتصاد المحلي حيث يتراجع نشاط المعامل و ورشات البناء و الحقول الزراعية بشكل كبير
فريد.غ