اضطر أصحاب زوارق النزهة الراسية بالواجهة البحرية بعنابة، أمس، لسحب جميع الوحدات العائمة، بسبب الاضطراب الجوي العنيف الذي اجتاح المنطقة خلال الساعات الماضية، بفعل قوة الرياح والأمطار، حيث تضررت عدد من القوارب حسب ما عاينته النصر بشاطئ «لاكاروب، بسبب تحركها من مكانها وارتطامها ببعضها و أخرى بالصخور، كونها كانت مثبتة بالأرصفة العائمة و ليست راسية في الميناء.
و قد سارع، أمس، أصحابها بعد الاستقرار الملحوظ في حالة الطقس، لجر قواربهم المتواجدة بالقرب من الشواطئ و نقلها عبر العربات الخاصة بها، قبل عودة الاضطراب الجوي من جديد، خوفا من تحطمها أو إصابتها بأضرار بفعل الأمواج التي تحركها في كل الاتجاهات، مما تجعلها عرضة للارتطام بالصخور المنتشرة بكثرة عبر شواطئ الواجهة البحرية لمدينة عنابة، في ظل غياب ميناء خاص بالنزهة لرسو هذه المركبات و الدراجات المائية، باستثناء وجود رصيف عائم لمستثمر خاص على مستوى شاطئ «بلفودار»، يستغل صيفا فقط.
و استنادا لصاحب «يخت» في تصريح للنصر، فقد تأخر سحب زوارق النزهة هذا الموسم، بسبب تأجيل افتتاح موسم الاصطياف و كذا بقاء حركية المصطافين إلى غاية بداية شهر أكتوبر.
و في سياق متصل، شل الاضطراب الجوي نشاط حركة البواخر على مستوى الميناء التجاري و كذا الصيد البحري بعنابة، حيث دخلت جميع الوحدات العائمة و زوارق الصيد البحري التي لها قدرة على الإبحار في فصل الشتاء إلى الميناء، استجابة لتحذيرات قوات البحرية و مركز الرصد البحري، عن طريق إبلاغهم بتوقعات نشرية الأرصاد الجوية، التي تنبه إلى قدوم اضطراب جوي مصحوب بالرياح و عدم المغامرة و الخروج لعرض المياه الإقليمية، تجنبا لأي طارئ، حيث تلقت مصالح حرس السواحل استنادا لإشارات من بعض السفن التجارية المتواجدة بالمياه الدولية، للدخول إلى خليج الواجهة البحرية من أجل الاحتماء من الرياح التي وصلت سرعتها إلى 100 كلم في الساعة .
حيث رست نحو 5 بواخر كانت في وضعية إبحار بالمياه الدولية قبالة الميناء التجاري هروبا من العاصفة، خاصة و أن الواجهة البحرية بعنابة تمتاز بخصائص ملائمة للمكوث و الاحتماء وسط الاضطراب الجوي، لمساعدة خليج عنابة على تكسير شدة الرياح و انخفاض مستوى الأمواج، في حين أجلت عدة بواخر تجارية كانت راسية بالميناء التجاري، مغادرتها على غرار باخرة شحن مادة الإسمنت الخام، التي تأخرت بيومين عن موعد الإبحار بسبب سوء الأحوال الجوية، سواء في تعطل الشحن و كذا خطورة المغامرة للخروج من رصيف الميناء.
من جهة أخرى، جمدت مصالح بلدية عنابة خلال موسم الاصطياف الماضي، منح التراخيص لاستغلال مواقع رسو قوارب النزهة بشواطئ الكورنيش، على غرار شاطئ الخروبة و بالفودار، اللذين كانا يستغلان قبل سنوات من قبل متعاملين في المجال السياحي بطرق غير قانونية، كما استثنت البلدية الذين يحوزون على تراخيص قديمة و مازالت سارية المفعول.
و استنادا لمصادرنا، فقد تدخلت مصالح البلدية لأول مرة، لوضع حد للفوضى و الاستغلال غير القانوني للكورنيش من قبل أشخاص لا يحوزون على رخص الاستغلال، حيث تم تسجيل قيام خواص و مستغلين للشواطئ، بكراء مواقف للرسو عبر الأرصفة العائمة، دون حصولهم على ترخيص من الجهات المختصة التي تمنح الاعتماد للقيام بهذا النشاط عبر لجنة أمنية و إدارية، قبل المرور إلى المناقصة على مستوى بلدية عنابة.
هذا و استغل متعاملون في المجال السياحي على مستوى الشريط الساحلي، الطلب الكبير لأصحاب زوارق النزهة و اليخوت، لوضع أرصفة عائمة فوق الماء دون رخصة، بتواطؤ مسؤولين سابقين، لضمان رسو أصحاب القوارب و خروجها لعرض البحر، مقابل دفع مبالغ معتبرة.
حسين دريدح
