دخل أمس، إضراب عمال مؤسسة التحسين الحضري بمدينة أم البواقي، يومه الرابع للمطالبة بتحسين ظروف العمل، ورحيل مدير المؤسسة، الذي عجز حسبهم عن تلبية أبسط الضروريات وفي المقابل يسيء معاملتهم بتكرار الإهانات التي يتعرضون لها في كل مرة، فيما فند مدير المؤسسة الاتهامات الموجهة لشخصه، معتبرا إياها بالعارية عن الصحة، مشيرا إلى أن إضراب العمال غير شرعي، لأنه لم يحترم الإجراءات القانونية و تسبب في انتشار و تراكم النفايات المنزلية، التي شوهت الوجه الجمالي لأحياء وشوارع المدينة وباتت تنبعث منها الروائح الكريهة.
ممثلون عن العمال، أوضحوا بأن عددهم 75 عاملا، دخلوا في إضراب بسبب تراجع ظروف العمل، نتيجة لتعامل الإدارة بشكل سلبي مع جل الموظفين و العمال، إضافة إلى استحالة العمل في ظل انعدام التجهيزات و الآليات التي رصدت لها الدولة الملايير لاقتنائها.
و بين من تحدث إلينا من العمال، بأن 5 شاحنات لرفع القمامة و معها آلية ثقيلة لرفع الأتربة و 3 شاحنات لتصليح الإنارة العمومية، متوقفة في حظيرة وحدة أم البواقي و لا تعمل، بسبب أعطاب لحقت بها، في غياب صيانة و متابعة جادة لإدارة المؤسسة، حتى و أن شاحنات تصليح الإنارة العمومية لم تشتغل أصلا وظلت مركونة ولحق بها العطب، ناهيك عن غياب اللباس الواقي، ما جعل العمال يقدمون خدماتهم برفع النفايات المنزلية وتصليح أعمدة الإنارة العمومية، في غياب وسائل الوقاية اللازمة، كما تطرق بعضهم لعدم إتمام مراحل التلقيح المخصصة لهم، فجلهم تلقى تلقيحا واحدا على عكس ما تمليه الشروط الصحية، لتلقيح العمال مرتين من الأخطار التي قد يتعرضون لها.
كما أضاف عمال وحدة أم البواقي، بأنهم يطالبون بوسيلة نقل جماعية تقلهم لمكان عملهم بالمنطقة الصناعية، في ظل الأخطار التي يتعرضون لها في كل مرة، نتيجة انتشار الكلاب المشردة، والأشخاص المخمورين في الطريق المؤدي لمؤسستهم، وانتقد بعضهم المعاملة السيئة التي يتلقونها من مدير المؤسسة، الذي طالبوا برحيله كونه يهينهم حسب تعبيرهم ويهدد في كل مرة بتوقيفهم عن العمل، مؤكدين بأنهم لم يرفضوا العمل، بل هدفهم دفع السلطات الولائية للتدخل، والاستجابة لجميع مطالبهم لتحسين المردود العام للمؤسسة.
مدير المؤسسة الولائية للتحسين الحضري، زغلاوي عبد الرزاق، أوضح في لقائه مع النصر، بأن العمال احتجوا يوم الخميس المنقضي، بعد تأخر صب أجورهم الشهرية التي اعتادت الإدارة صبها يومي 2 و3 من كل شهر، لتتعطل بسبب إجراءات إدارية، لتتدخل السلطات المحلية و تحل الإشكال القائم، مضيفا بأن الإدارة سبق لها أن ضخت أجور العمال قبل الموعد المحدد، على غرار شهر أفريل الماضي أين تم صب الأجور 4 أيام قبل الموعد وخلال شهر جوان أين تم صب الأجور قبل 11 يوما وكذا خلال شهر جويلية الماضي بصب الأجور قبل 3 أيام، وتأخر يومين هذا الشهر كان من الأحسن ألا يكون سببا للاحتجاج، وأكد المتحدث بأن العمال طرحوا في البداية مطلبا واحدا وهو نفسه الذي طرح على مستوى ديوان الوالي، ليتطور بعدها الأمر إلى المطالبة برحيل المدير، وأشار الأخير بأن العمال كان عليهم العمل ورفع المطالب، وليس التوقف عن العمل.
مضيفا بأن المؤسسة سلمت لهم بذلة واقية كاملة والتلقيح تم في مرحلته الأولى وتعذر إتمام المرحلة الثانية بسبب تفشي فيروس كورونا، وعن عدم صيانة الشاحنات التي تعطلت عن العمل، قال بأن رئيس وحدة أم البواقي تنقل حتى إلى مدينة عين البيضاء بحثا عن مختصين في الصيانة والمؤسسة حسبه تعمل دون مقابل على مستوى بلديتي عين البيضاء وأم البواقي، أين لم تتلق أي مقابل مادي نظير رفع النفايات وصيانة أعمدة الإنارة العمومية، والبلدية الوحيدة التي وقعت اتفاقية مع المؤسسة ومنحتها أمرا بانطلاق الخدمة هي بلدية عين مليلة.
المدير ذكر أن المؤسسة تضم 355 عاملا يتوزعون عبر 4 وحدات بينهم وحدة سيقوس وعين البيضاء وأم البواقي وعين مليلة، والإدارة طلبت منحها وقتا إضافيا حتى تتحسن الوضعية المالية للمؤسسة، ووصف المتحدث إضراب العمال بغير الشرعي كونه لم تراع فيه الإجراءات القانونية المعمول بها، والممثل النقابي للعمال مؤسس بطريقة غير شرعية، مؤكدا بأن الإدارة ستباشر الإجراءات القانونية، بتكليفها محضرا قضائيا لتحرير محضر حول رفض العمال الالتحاق بعملهم، والسلطات الولائية على علم بالوضعية الحالية ومصالحه بادرت إلى الاستنجاد بعمال من وحدة عين البيضاء على مرتين، غير أن عمالا بوحدة أم البواقي، اعترضوا طريقهم وهددوهم بالضرب. أحمد ذيب
