حكمت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أمس، على متهم بالضرب و الجرح العمدي المفضي إلى عاهة مستديمة بـ3 سنوات حبسا منها عامين نافذة ، مع إلزامه بتعويض شقيقه الضحية بمبلغ 100 مليون سنتيم، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا.
القضية تعود بحيثياتها إلى الرابع و العشرين من شهر جويلية من السنة الماضية، عندما دخل المتهم الأصغر وسط أفراد عائلته، في نزاع حاد مع شقيقه الأكبر الضحية في القضية و تخلل النزاع ملاسنات حادة داخل بيت عائلة طرفي القضية بنهج زيدوني عمارة بعين البيضاء، حاولت فيه والدة الشقيقين تهدئة الأوضاع دون جدوى، بعد أن دخل الشقيقان في اشتباك بالأيدي، تعرض فيه الضحية لضربة خطيرة على مستوى عينه اليسرى، ليعود أدراجه إلى منزله بنهج حركات، حتى قدوم شقيقته التي نقلته لمصلحة الاستعجالات بمستشفى زرداني صالح المحلي، قبل أن يحول لعيادة خاصة لطب العيون، ثم ينقل بعدها للمستشفى الجامعي بقسنطينة، أين أجريت له عملية جراحية و فقد إبصار عينه اليسرى.
الضحية و عند مغادرته المستشفى، تقدم بشكوى أمام مصالح أمن دائرة عين البيضاء، التي فتحت تحقيقا في القضية، كانت فيها والدة الشابين رفقة شقيقتهما متهمتان هما و توصلت غرفة الاتهام لاتخاذ قرار للمتابعة في حقهما، و تم إخضاع الضحية لخبرة قضائية، انتهت بالتأكيد على أنه تلقى ضربة على عينه اليسرى، سببت له عجزا جزئيا دائما بنسبة 50 بالمائة و أحدثت له عاهة مستديمة، في الوقت الذي تم فيه كذلك إجراء خبرة طبية مختصة، أكدت على أن الضحية تعرض لاعتداء جسماني، تلقى خلاله ضربة أصابت قرنية عينه اليسرى و سببت له كسرا في النظر و عجزا جزئيا دائما بنسبة 50 بالمائة و أكد الطبيب الشرعي، على أن الضحية يبلغ عجزه نسبة 40 بالمائة، ناجم عن تعرضه لاعتداء.
و كان المتهم في حالة فرار و قد صدر في حقه أمر بالقبض، مشيرا إلى أن والدته طلبت منه العودة لمكان عمله بحاسي مسعود و تفادي أي تطورات قد تحدث بسبب خلافه مع شقيقه الأكبر، لتعلمه والدته بعد 3 أشهر، بأن عناصر الشرطة تبحث عنه، مشيرا إلى أنه كان يوم الوقائع في حالة دفاع عن النفس، بعد أن تهجم عليه شقيقه نتيجة لخلاف حول استغلال محل جزء من إرث تركه والده، و أنكر طعنه لشقيقه بآلة حادة ، مضيفا بأن شقيقه مصاب بمرض في عينيه و معتاد على تلقي العلاج و أنه هو من بادر بالاعتداء على شقيقته التي تعمل أستاذة و على والدته.
من جهته فند الضحية وجود خلاف بينه و بين أفراد عائلته، مبينا بأنه باشر أشغال ترميم محل في منزل والده قبل شهرن و نصف و كلما مر عليه شقيقه تلفظ بعبارات مسيئة و أخرى لا يفهمها، ليتطور الخلاف إلى اعتدائه عليه بالضرب، موجها له ضربة بآلة حادة و اعترف الضحية بتلقيه العلاج على عينيه و إجرائه لعمليتين جراحيتين بالليزر، أما والدة الشقيقين المتخاصمين، فأشارت إلى أن ابنها الضحية هو من بادر بإثارة الخلاف و قام بطرد مؤجر المحل الذي أوصى به والده المتوفى لشقيقاته اللاتي يعانين مع أزواجهن ظروفا اجتماعية مزرية، و قام بعدها بأخذ مبلغ 30 مليون سنتيم و استقدم بناء و باشر الترميم، بهدف استغلال المحل لصالحه و هو ما أثار حفيظة بقية أفراد العائلة.
أحمد ذيب