فصلت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أول أمس، في القضية التي اهتز لها سكان حي 140 سكنا بجوار ثانوية بوخالفة السبتي في مدينة أم البواقي و التي تشكل أحداثها مأساة حقيقية، لكون الضحية كان عمرها 15 سنة و المتهم، شقيقها الذي يكبرها بـ5 سنوات، حيث حكم عليه بالمؤبد بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، فيما التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام.
الجريمة وقعت في 25 جويلية من السنة الجارية، عندما اكتشفت والدة الضحية (ق.أماني) البالغة من العمر 15 سنة، أن ابنتها التي لازمت الفراش طيلة يوم كامل، لم تكن نائمة كما ظن والداها، بل هي متوفية، ليتم إخطار عناصر الشرطة التي فتحت تحقيقا في القضية و خلصت في ظرف قياسي إلى كشف خيوط و ملابسات الجريمة البشعة.
التحقيقات التي انطلقت بعد تأكيد الطبيب الشرعي بمستشفى محمد بوضياف، على أن الوفاة كانت بسبب آثار عنف قبل الموت بواسطة حبل تم لفه حول الرقبة و كانت بسبب عدم قدرة الضحية على التنفس، كشفت عن كون الجاني هو نفسه شقيق الضحية في عائلة تضم 3 أشقاء بينهم فتاة رحلت على يد شقيقها الذي اعترف مباشرة عند توقيفه، بأنه قاتل شقيقته الصغرى و في الوقت الذي أشار مقربون من العائلة يوم وقوع الحادثة، إلى أن ارتكاب الجريمة كان بدافع عدم منح الفتاة أموالا لشقيقها، كونها التي تتكفل بالخروج للتبضع، بطلب من والدها المنتمي رفقة زوجته لفئة الصم البكم، و نظرا لأن الفتاة لا تعاني رفقة أشقائها من هذه الإعاقة، ذهب الجانب للتأكيد على أن جريمته، التي خطط لارتكابها منذ شهر رمضان الماضي حينما اعتدى عليها بالضرب ، كانت بسبب سماعه أطفالا بالحي يتحدثون عنها بالسوء ، فقرر التخطيط للتخلص منها.
المتهم الذي أعاد سرد تفاصيل فعلته الشنيعة بكل برودة دم، كان خلال التحقيق قد قال بأنه لم يندم على قتل شقيقته، بل على العكس من ذلك، فإنه مرتاح للتخلص منها بتكراره لعبارة «تفكيت منها»، عبر في جلسة المحاكمة على ندمه عن قتل شقيقته الصغرى و بين أنه استغل مغادرة والده للعمل على الساعة السابعة صباحا، ليقوم بعدها بحمل خيط حذاء و يلفه على قبضة يديه و يتوجه لفراش شقيقته التي كانت نائمة، أين لف الخيط حول رقبتها و خنقها حتى الموت و بالرغم من محاولتها صد الاعتداء و مناداته بعبارة «راك قتلتني»، إلا أنه أصر على خنقها حتى سمع صوت شخيرها و لفظها لأنفاسها الأخيرة، ليعيدها إلى فراشها و يضعها في وضعية نومها المعتادة، من العاشرة صباحا حتى الثالثة مساء، قبل أن ينكشف أمرها.
و أنكر الوالد الذي تحدث لهيئة المحكمة عن طريق مترجم للغة الإشارة، علمه بوفاة ابنته صباحا، حيث كان قد غادر المنزل إلى البلدية أين يعمل دهانا بحظيرتها، ليعود على العاشرة صباحا، ليمنح مبلغ اقتناء لوازم إعداد وجبة الغداء لزوجته و لم يلحظ أي أشياء غير سوية في منزله. أحمد ذيب