أبدى مواطنون بباتنة، في الآونة الأخيرة، استياء و تذمرا كبيرين من جراء انبعاث روائح كريهة في وادي القرزي بمدخل مدينة باتنة الشمالي و هي الروائح التي باتت ملفتة للانتباه، لانبعاثها بشدة على مسافة طويلة تمتد من مدخل المدينة إلى بلدية فسديس على بعد كيلومترات.
و قد تبين أن سبب تلك الروائح هي زيوت صناعية تم سكبها في مجرى الوادي و حسب مسؤول بمديرية البيئة، فإنه تم التحرك عقب الحادثة برفع دعوى ضد مجهول.
و استنكر المواطنون التلويث العمدي للوادي و ما انجر عنه من انبعاث لروائح صناعية زادت في تفاقم وضعية التلوث، خاصة و أن الوادي يعرف تلوثا ناتجا عن عجز محطة التصفية و التطهير عن معالجة كمية المياه المستعملة التي تصب في الوادي، من ضمنها مياه وحدات المنطقة الصناعية كشيدة، حيث حولت المجرى إلى مصب للمياه المستعملة و الملوثة على مدار الوقت، الأمر الذي حذا بالسلطات لتسجيل مشروع توسعة لمحطة التطهير، رصد له غلاف مالي بـ 500 مليار سنتيم، غير أن المشروع لم ينطلق بعد و قد قررت السلطات العمومية إسناده لمؤسسة كوسيدار للانطلاق في الإنجاز قريبا، قصد التخلص من معضلة التلوث و احتواء المياه المستعملة و تطهيرها بغية توجيهها للري الفلاحي من فيديس إلى المعذر و الشمرة و إلى غاية عين الزيتون مصب الوادي بإقليم ولاية أم البواقي.
و تعول السلطات على تجسيد مشروع محطة التصفية، في انتظار انطلاقه بعد تأخر لسنوات، رغم رصد الغلاف المالي في الوقت الذي مازال فيه الوادي يعرف تلوثا، حيث لا تتعدى الطاقة الاستيعابية للمحطة الحالية 30 بالمائة من نسبة معالجة المياه المستعملة التي تصب في المحطة، حسب مصالح ديوان التطهير، فيما تتسرب باقي الكمية عبر الأودية و إلى جانب ذلك، تعمل السلطات العمومية على التسريع في وتيرة أشغال مشروع محطة ببريكة، للتخفيف من حدة ظاهرة تلوث الأودية بالمياه المستعملة، على غرار المحطة المنجزة بأديس و التي أنهت إلى حد كبير ظاهرة تلوث مياه اغزر املال الوادي الأبيض و توجيه المياه للري الفلاحي.
من جهتها أكدت مصالح مديرية البيئة، على تحركها في أعقاب تلويث وادي القرزي بمياه صناعية، برفع دعوى ضد مجهولين و حسب مسؤول بالمديرية، فإن التحقيقات متواصلة في قضية سكب زيوت صناعية بأودية منطقة كوندورسي قبل أشهر و التي تسببت في تلوث هوائي و انبعاث روائح صناعية بلغ مداها مدينة باتنة على مسافة كيلومترات.
ياسين عبوبو
