توقف عمال النقل الحضري بمدينة جيجل، عن العمل ليومين، احتجاجا على تراكم المشاكل داخل المؤسسة، على حد قولهم، أبرزها تأخر صب الأجرة الشهرية و كذا تعطل الحافلات و إهمالها بالحظيرة.
و هو ما جعلهم يطالبون بتدخل الجهات الوصية لإزالة كافة المشاكل العالقة، فيما أوضح مدير المؤسسة، بأن التأخر في صب الأجرة، ناجم عن استهلاك الرصيد البنكي كاملا و عدم استفادة المؤسسة من ميزانية الدعم لتعويض الخسائر الناجمة عن تقديم الخدمة العمومية لسنوات، بالرغم من المرسلات الموجهة للجهات الوصية.
و ذكر عمال في حديث للنصر، أنهم ولجوا خطوة الاحتجاج خلال اليومين الفارطين بالتوقف المؤقت عن العمل، بسبب ما يقولون عنه المشاكل المتراكمة بالمؤسسة منذ سنوات، قائلا بأن تأخر صب أجرة الشهر الفارط أفاض الكأس، مشيرين إلى أن المؤسسة تعاني من مشاكل عديدة تتعلق بطريقة التسيير و التي نجمت عنها العديد من الخسائر، على غرار إهمال الحافلات و تعطلها المستمر، نتيجة لعدم توفر الوسائل لصيانتها، بحيث تتأخر الإدارة في توفير العتاد الضروري للميكانيكيين من أجل إصلاحها و قد نجم عن ذلك تعطل عدد معتبر من الحافلات التي ظلت مركونة لأشهر بالحظيرة، بالإضافة إلى تعطلها المستمر أثناء قيامها بالخدمة.
كما قال المعنيون، بأن طريقة التسيير المنتهجة أثرت سلبا على العمل و سير المؤسسة، ما جعلها تمتد إلى غاية التأخر في صب الأجرة للشهر الفارط، مضيفين بأنه غير راضين عن الحلول المقدمة من قبل الإدارة و المتمثلة في صب مبلغ مليون سنتيم في حساب العمال كتسبيق، بحيث برر القائمون على المؤسسة اللجوء لهذه الطريقة، بعدم توفر المبلغ المالي بسبب الخسائر و رفض البنك تقديم تسبيق، و قد طالب المعنيون السلطات بالتدخل العاجل لحل المشاكل العالقة.
مدير المؤسسة قال في حديثه للنصر، بأن الوضعية المالية للمؤسسة صعبة للغاية و ناجمة عن عدة اعتبارات أهمها، الأعباء الكبيرة المتحملة سنويا و التي تفوق ضعف المداخيل المسجلة، مضيفا بأن الإدارة استهلكت الغلاف المالي الموجود بالبنك لسنوات لصب الأجور، في وقت لم تتحصل على ميزانية الدعم منذ سنة 2017 و التي يفترض أن تقدمها الوزارة الوصية لتعويض الخسائر الناجمة عن تدعيم الأسعار لتقديم الخدمة العمومية.
مشيرا إلى أن عدد العمال بالمؤسسة يقدر بـ 133 عاملا و كل حافلة تعمل على تغطية تكاليف ستة عمال شهريا، الأمر الذي تسبب في حدوث خلل مالي كبير و تحمل أعباء كبيرة و قد تم إعداد تقارير مالية حول الوضعية و إرسالها للجهات الوصية.
و أضاف المتحدث، بأن الحافلات تتعرض يوميا لأعطاب متكررة جراء العمل المكثف و عدم توقفها، إذ أن الإدارة في كل مرة تبحث عن الحلول المالية لشراء قطع الغيار اللازمة و التي تكون مبالغها مرتفعة في العادة، حيث يصل عدد الحافلات المعطلة شهريا إلى حوالي أربع حافلات و تكلف مبالغ مالية ضخمة لإصلاحها، مثمنا في نفس الوقت الدور الذي يلعبه العمال بالحظيرة لإصلاحها.
و في ما يتعلق بالأجرة الشهرية، فقال المتحدث بأنه قام بتبليغ العمال بأن أجرة شهر جانفي لن تستلم في آجالها المحددة، جراء عدم كفاية المبلغ المتبقي في الحساب البنكي، و ذلك ناجم عن عدم تلقيه لميزانيتي 2017 و 2018، بحيث لجأ لمصالح البنك من أجل دفع تسبيق، لكن هذا الأخير رفض المقترح، مضيفا بأنه تم تقديم مقترح للعمال لتقديم تسبيق يقدر بمليون سنتيم، لكن المعنيين رفضوا ذلك.
كـ.طويل
