يعيش سكان 37 بلدية عبر ولاية المسيلة، عرضة لخطر الفيضانات جراء غضب 22 واديا يصب جميعها في كل مرة بالعديد من مناطق الولاية، حيث تم تسجيل 584 تدخلا من طرف الحماية المدنية خلال 12 سنة الماضية، بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أدى إلى وفاة 15 شخصا جرفتهم السيول، حسب ما كشف عنه مدير الحماية المدنية بالولاية، أول أمس.
و أوضح ذات المسؤول، في تصريح للنصر خلال الاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية، مؤخرا، بأن 37 بلدية مهددة بخطر الفيضانات من ضمن 47 بلدية، مشيرا إلى أن أكبر فاتورة في الأرواح سجلت سنة 2015، حين تسببت اضطرابات الأحوال الجوية و غضب الطبيعة في فيضان الأودية عبر 17 بلدية، في حصيلة ثقيلة أودت بحياة 5 أشخاص، فيما تمكنت فرق الإسعاف و التدخل من إنقاذ 17 شخصا و إجلاء 5 عائلات، كما تضررت العديد من المنازل و تسربت المياه إلى بعض المؤسسات العمومية و غمرت السيول عدة مركبات و شاحنات.
مدير الحماية المدنية، المقدم بن خليفة عبد الله، قال بأن خطر الفيضانات يعد من أكثر الأخطار التي تحدق بساكنة الولاية لعدة اعتبارات، حيث شهدت سنتي 2018 و 2019 عددا كبيرا من التدخلات على مستوى العديد من مناطق الولاية، تجاوزت 225 تدخلا، مكنت من إنقاذ و إجلاء أكثر من 50 شخصا، إضافة إلى تضرر العديد من المنازل خصوصا تلك المشيدة بالقرب من الأودية و كذا بعض الطرقات و المنشآت القاعدية و المرافق الإدارية العمومية.
و في هذا السياق، اتخذت مديرية الحماية المدنية، حسب المسؤول ذاته إجراءات استباقية و من بينها إعداد مخطط مواجهة خطر الفيضانات و تنظيم أيام توعوية و تحسيسية للحد من هذه الأخطار، حيث قدرت السنة المنقضية بـ 105 عمليات تحسيسية، من بينها 25 عملية مع الشركاء و الفاعلين الاجتماعيين.
تجدر الإشارة، إلى أن ولاية المسيلة التي تحصي 22 واديا يصب جميعها بمنطقة الحضنة، دفعت السلطات المحلية فيما سبق إلى برمجة 21 مشروعا لحماية المدن من الفيضانات، انطلقت جميعها منذ سنة 2010 و ذلك في أعقاب الفيضانات التي شهدتها الولاية سنتي 2006 و 2007 و تسببت في وفاة ما لا يقل عن 17 شخصا حينها، كما أحدثت خسائر حددت قيمتها بأكثر من 600 مليار سنتيم، من بينها 230 مليار سنتيم تكبدها قطاع الأشغال العمومية.
فارس قريشي