عجلت الأمطار المتساقطة في الفترة الأخيرة، بامتلاء سد بني هارون و بلوغه طاقة الاستيعاب القصوى، بما جعل المياه الزائدة تتدفق من فتحته العلوية باتجاه البحر، في الوقت الذي يتخوف المواطنون من تفاقم ظاهرة توحل السد بالنظر لارتفاع منسوب الطمى الظاهر أكثر ناحية جسر أراس، غير أن المدير الجهوي للوكالة الوطنية للسدود و التحويلات بني هارون، أزال مخاوف الناس في هذا الجانب.
و أوضح ذات المسؤول في تصريح للنصر، بأن نسبة امتلاء سد بني هارون بلغت نهار، أمس الأربعاء، حدود 108 بالمائة، بعدما بلغ حجم المياه المخزنة به 887 مليون متر مكعب، الأمر الذي جعل المياه الفائضة تتدفق من فتحة التفريغ العلوية نحو البحر.
أما عن نسبة التوحل بسد بني هارون، فهي حاليا، كما أعلن عنها في الملتقى المنظم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للماء، في حدود 11.8بالمائة و هي نسبة عادية، مطمئنا بأنها لا تشكل أي خطر على السد و لا تستدعي أي تدخل حاليا لإزالة الأوحال منه، مؤكدا على أن الأوحال التي تؤخذ بعين الاعتبار، هي التي تترسب ناحية حائط السد و ليس الأوحال و الترسبات التي تظهر عند حواشي الحوض و التي يلاحظها الناس حاليا و سببها يعود لانجراف التربة التي تحملها المياه نحو حوض السد و تظهر عند حوافه، مشيرا إلى أن تنظيف مجاري المياه قبل وصولها لحوض السد، هي من مهام مديرية الموارد المائية و الأشغال العمومية.
و بخصوص نسبة التوحل بسد قروز في وادي العثمانية و الذي يتسع لـ 40.62 مليون متر مكعب به حاليا بالنظر لعملية التفريغ التي عرفها من قبل، خمسة مليون متر مكعب من الماء فقط، فقد بلغت بحسب السيد كمال مقراني، 9،73 بالمائة و هي نسبة، يضيف محدثنا، تخدم السد أكثر كونها تسد الفتحات الموجودة في حوضه لمنع تسرب الماء و ضياعه، أما السد الخزان لوادي العثمانية، فنسبة التوحل به بلغت 12 بالمائة و هي نسبة ليست ذات خطر على السد بالنظر لطبيعته، حيث يمكن التحكم في كمية المياه المخزنة به.
ذات المسؤول اشتكى في المقابل من الاعتداءات التي تتعرض لها أحواض السدود التي حررت بشأنها مخالفات و ملفات حولت للجهات القضائية، من عمليات الحرث التي تعرفها الأراضي المحيطة بأحواض السدود التي تساهم في انجراف التربة و اندفاعها نحو أحواض السدود و كذا الرمي الفوضوي للأتربة و النفايات الهامدة التي تتم ليلا بالخصوص غير بعيد عن حوض سد بني هارون، ناهيك عن الحرائق التي عرفتها الغابات التي تساهم في التعرية و تزيد من مخاطر انزلاق التربة و انجرافها عبر المنحدرات التي تشكل مصبات للسدود، مثمنا المبادرة التي تهدف إلى غرس 10 آلاف شجيرة ناحية سد بني هارون، السبت القادم.
إبراهيم شليغم