مازالت ساكنة مشاتي المقيصبة النائية ببلديتي عين مخلوف و تاملوكة في ولاية قالمة، تعاني من العزلة منذ سنوات طويلة، بعد انهيار مسلكين ريفيين يمثلان شريان الحياة الاقتصادية و الاجتماعية بالمنطقة، التي تعد قطبا زراعيا هاما ينتج أجود أنواع القمح بسهل الجنوب الكبير.
و قال سكان المقيصبة، بأنهم لم يتوقفوا عن المطالبة بحقهم في طريق معبد ينهي المتاعب اليومية و خاصة عند سقوط الأمطار، حيث تتوقف حركة السير باتجاه المنطقة الآهلة بالسكان، الذين صمدوا فوق الأرض و واجهوا تحديات كبيرة بسبب العزلة الخانقة.
و تبدأ معاناة سكان المقيصبة من الضاحية الشرقية لمدينة تاملوكة، حيث تغرق النفايات الطريق الريفي و تكاد تغلقه بين فترة و أخرى، رغم حملات التنظيف المستمرة بالمدينة.
حيث يطالب سكان المنطقة الريفية المعزولة، بوضع حد لنفايات السكان حتى لا تغرق المسلك الترابي و تزيد من معاناة أهالي المقيصبة الذين ينتظرون تعبيد المسلك و إنهاء حقبة طويلة من البؤس و الشقاء بالسهل الزراعي الكبير.
سكان المنطقة الريفية النائية، يعتمدون على الجرارات الفلاحية لعبور المسلك الترابي عندما تكتسحه الفيضانات و الأوحال و عندما يجف الطريق بالكاد تعبره السيارات النفعية لنقل المرضى و إيصال المؤن الغذائية و قارورات الغاز و أعلاف المواشي و البذور و التجهيزات الزراعية.
و قال سكان المقيصبة للنصر يوم، السبت، بأن المنطقة تحتاج إلى طريقين لفك العزلة، الأول يربطها بمدينة تاملوكة على مسافة تتجاوز 2 كلم و الثاني على مسافة تتجاوز 5 كلم باتجاه مدينة عين مخلوف و الطريق الولائي 123.
مؤكدين على أن مسؤولي المنطقة وعدوا بتعبيد الطريق المنهار في إطار جهود التنمية الريفية و دعم الاقتصاد الريفي و إحداث هجرة عكسية من المدينة إلى المناطق الريفية المهجورة.
و ينتظر سكان المقيصبة تحقيق هذا الوعد، مطالبين بإعطاء الأولوية للمناطق الزراعية الآهلة بالسكان، لتطوير النشاط الزراعي و تشجيع المزيد من النازحين على العودة إلى أراضيهم و الاستقرار فيها و مساعدة المزارعين على نقل منتجاتهم إلى الأسواق و مخازن القمح و جلب اليد العاملة إلى حقول القمح و المداجن و بساتين الأشجار المثمرة التي تنتشر بالمنطقة و تجسد أهداف التنوع الزراعي لمواجهة مخاطر التصحر التي تهدد سهل الجنوب الكبير بقالمة في السنوات الأخيرة.
و تعد الكهرباء الريفية، بمثابة المكسب الهام الذي حصل عليه سكان المقيصبة، إلى جانب وحدات البناء الريفي و برامج الدعم الفلاحي، لكن تطور المنطقة و الاستقرار فيها، يبقى مرهونا بتعبيد الطريق و تسهيل حركة التنقل باتجاه المدن المجاورة و الطرقات الرئيسية التي تثمل شريان الحياة الاقتصادية و الاجتماعية بالسهل الزراعي الممتد إلى حدود ولايتي سوق أهراس و أم البواقي.
فريد.غ