البــدو الرحــل يغــزون سهــل الجنــوب بقالــمة
يتعرض سهل الجنوب الشهير بقالمة هذه الأيام إلى تدفق كبير للبدو الرحل الذين قدموا من عدة ولايات بعيدة رفقة عائلاتهم و مواشيهم بحثا عن المراعي و مصادر المياه.
و انتشرت مجموعات البدو منذ أيام ببلديات تاملوكة، وادي الزناتي، عين العربي و عين رقادة و نصبت الخيام و حظائر في الهواء الطلق لحماية المواشي ليلا خاصة و أن أغلب المواقع المختارة تقع بمناطق معزولة.
و بالرغم من الجفاف الذي ضرب سهل الجنوب الكبير هذه السنة و ارتفاع موجة الحر، غير أن البدو الرحل مازالوا يتدفقون على المنطقة بقوة خاصة بعد انتهاء عملية الحصاد و فتح الحقول الواسعة أمام قطعان المواشي، التي لا تجد ما تقتات به إلا بصعوبة و التي يمر ملاكها بمرحلة صعبة للغاية بعد تراجع الغطاء النباتي و تجريد حقول القمح من الحصيدة التي ارتفعت أسعارها بشكل غير مسبوق هذه السنة، و تحولت إلى مصدر للمتاجرة و المضاربة بين المزارعين و تجار الأعلاف القادمين من عدة ولايات.
و ينتقل البدو بقطعانهم من موقع إلى آخر داخل المنطقة الواحدة و هم يخضعون للرقابة و الحماية من قبل الدرك الوطني الذي يشرف على عملية الإحصاء و تنظيم عمليات التنقل رفقة البلديات و مصالح بيطرية و إدارية أخرى.
و تستقبل ولاية قالمة كل صيف العديد من البدو الرحل الهاربين من موجات الجفاف التي تضرب مناطق عديدة من الوطن أين تنتشر تربية المواشي على نطاق واسع، و يختارون مناطق رعوية تلائم سلالات الأغنام التي تعيش في المناطق السهبية حيث يعد سهل الجنوب بقالمة المنطقة الأكثر استقطابا لهم.
فريد.غ