أكد الدكتور نصر الدين زوار المختص في الأمراض العصبية، أن الصيام عموماً يشعر الإنسان بالسكينة والطمأنينة و يؤدي إلى تهدئة العصبونات الدماغية العامة و منها البؤرة الصرعية.
الدكتور زوار، قال للنصر أنه يتوقع أن يؤثر الصيام بشكل إيجابي على مريض الصرع ، و على الرغم من قلة القرائن العلمية، فإن علاج الصرع يرتبط أيضا بالحمية الغذائية ، خاصة و أن الصيام يؤدي إلى تقليص نسبة النشويات بشكل كبير، والاعتماد على الدهون وبعض البروتينات، ويكون تأثير ذلك إيجابيا على مريض الصرع، بشرط أن تساهم الأسرة في التزام المريض بنظام غذائي دقيق ، وفق تعليمات الطبيب المعالج، من أجل تقليص نوبات الصرع أثناء الصيام، ففي وجبة الإفطار يجب التقليل من السكريات وتخفيف البروتينات، لتحقيق الفائدة المرجوة.
فالصرع، وفق محدثنا، يرافق المريض خلال كل أشهر السنة، دون استثناء، و لشهر رمضان طقوس وعادات، كما للصرع طقوس والتزامات، كما أكد، لذلك على المريض بذل جهد للتوفيق بين الجانبين ، حتى ينعم بالراحة ويستمتع بالصيام دون إثارة نوبات الصرع المتكررة، فقلة النوم في رمضان بسبب السهر مثلا، قد تعرض مريض الصرع إلى ضغوط نفسية وتوترات عصبية وإرهاق جسدي أو فكري، وعليه يجب مراجعة طبيبه ليحدد له إذا كان بإمكانه الصيام ، بعد فحصه و تحديد مدى قدرته على الصيام وموازنة ذلك بالأضرار التي قد يصاب بها نتيجة عدم الإنتظام في تناول الدواء و كذا انخفاض السكر في الدم، مما يؤدي إلى تشنجات، لذلك فإن الحرص على انتظام العلاج، يكون له الأثر الإيجابي على صحة المريض.
وأضاف الدكتور زوار، أنه لا مانع من أن يصوم المريض ما لم تحدث له نوبة صرع أو مضاعفات، وهذا حسب جرعات الأدوية التي يأخذها والتي تتفاوت من مريض لآخر، فبالنسبة لمن يأخذ جرعة واحدة في اليوم، لا مانع من أن يصوم على أن يقوم بتناول جرعة العلاج بعد وجبة الإفطار.
و إذا احتاج إلى تناول الدواء مرتين في اليوم، فيجب أن تكون الجرعة الأولى بعد وجبة الإفطار والجرعة الثانية بعد وجبة السحور، أما إذا كانت حالة المريض تستدعي ثلاث جرعات يوميا، فعليه أن يستشير طبيبه ليضبط له العلاج على فترتين متساويتين بين الفطور والسحور، وإذا كانت هناك صعوبة في ذلك فيمكن للطبيب أن يقرر منع المريض من الصيام.
وأبرز محدثنا أنه من الأفضل أن يكون عدد الساعات بين جرعتي أدوية الصرع متساوية، فإذا كان المطلوب أن يفصل المريض بين الجرعتين لفترة 10 أو 12 ساعة، فستكون للطبيب وجهة نظر صحية، تساعد المريض على المحافظة على مواعيد الأدوية وأخذ قسط كاف من الراحة والنوم و الابتعاد عن الانفعالات النفسية والإرهاق، لتسهيل الصيام وتقليل النوبات ، فالزيادة أو التقليل في جرعات الأدوية، لا يكون إلا بموافقة الطبيب و إشرافه، وفي حال تكرار النوبات عليه مراجعة طبيبه المختص فورا، فإذا كانت النوبات مسيطر عليها، و بإمكانه تحمل الصيام والالتزام بنظام أخذ الأدوية، سيرخص له الصيام و العكس صحيح.
بن ودان خيرة