«فالباطيـــــما» عمـــــل بفــــــكرة نـــــص حديثـــــــة و مغايــــــــرة
كشف المخرج و الممثل المسرحي وحيد عاشور في حوار خص به جريدة النصر، عن ما تخبئه الحلقات القادمة من الموسم الثالث لسلسلة «عاشور العاشر» بخصوص دوره «عمي سليمان»، كما تطرق لثاني عمل فكاهي شارك فيه هذا الموسم و المتمثل في سلسلة «فالباطيما» الذي يؤدي فيه دور الديقة و تحدث عن جديد جمعية البليري التي ستعود بقوة بثلاثة عروض جديدة مع بعث مسرح الشارع.
حاورته/ أسماء بوقرن
تؤدي دور « عمي سليمان» صاحب القهوة في سلسلة «عاشور العاشر»، حدثنا أكثـر عن الدور و ما سيحمله من مستجدات في الحلقات القادمة؟
ألعب دور «عمي سليمان» صاحب القهوة بالمملكة العاشورية، هو إنسان شديد الخوف على رزقه و على الخوض في كل ما يتعلق بالسياسة و شعاري الذي أردده كثيرا « أخطونا من البوليتيك» إذ أرفض إثارة نقاشات خاصة بشؤون المملكة السياسية، و ذلك خوفا على رزقي من جهة ،و كذا لتجنب تأجيج الرأي العام لضمان الاستقرار الداخلي، فيما أنصاع لأوامر الملك و حاشيته، و الذين يستغلون المقهى للسهر و المجون رغما عني، فلا أقوى على صدهم، لكن في الحلقات القادمة أظهر بشخصية الرجل المناضل الفذ الذي يقف إلى جانب سكان المملكة في وجه العدو و يصده، كما أحول المقهى لحصن لاحتضان السكان.
لاحظنا من خلال مواقع التواصل أن الجمهور و فنانين تفاعلوا مع دورك و أثنوا على أدائك، هل كنت تتوقع ذلك؟
حقيقة تفاجأت لحجم التفاعل مع مشاركتي في السلسلة، حيث وصف كثيرون أدائي بالرائع، و أجمعوا على أنهم كانوا يتوقعون هذا النجاح و لم يستغربوا ما قدمته، لكوني،كما أعربوا، فنان كبير و أمتلك رصيدا فنيا و أعمالا مسرحية ناجحة، فغالبية التعليقات كانت تثني على حضوري و تمكني من إبراز دور عمي سليمان من خلال الكاريزما و قدرتي على تقديم الدور بشكل جيد، كما تلقيت اتصالات عدة من ممثلين لم يسبق و أن تعاملت معهم أشادوا بأدائي، و هو ما أسعدني كثيرا، كما أنني سعدت كثيرا بالعمل في هذه السلسلة التي نجح المخرج جعفر قاسم في تقديمها.
دوري في مسلسل «ابن باديس» مهد لمشاركتي في «عاشور العاشر»
يجمع «عاشور العاشر» في موسمه الثالث الكثير من الأسماء الفنية الهامة، وهو ما يعتبر من أسباب نجاحه، باعتبارك أحد أبطاله كيف تم جمع هذا العدد من النجوم في عمل واحد ؟
أعتبر تركيز المخرج على عنصر الضرورة الفنية و ليس الكفاءة فحسب في الكاستينغ و ذلك بانتقاء الممثل الأنسب لكل دور، من أبرز أسرار نجاح العمل، فالتوفيق في توزيع الأدوار نقطة أساسية و محورية في نجاح العمل، و اختياري مثلا لدور عمي لا يعني بكوني الأكفأ مقارنة بالذين خاضوا الكاستينغ، و إنما وجد المخرج في شخصيتي الشيء الذي جعله يراني الأنسب و الأقرب للدور، و أنوه على أن انتقائي لتقمص هذه الشخصية، كان بعد نجاحي في الكاستينغ، الذي خضته بعد أن تلقيت اتصالا من المكلف بالكاستينغ في السلسلة و الذي عرض علي المشاركة فيه، و قال بأني من الأسماء المرشحة من قبل المخرج جعفر قاسم لتقمص دور صاحب المقهى، و بأن اختياري كان بناء على ما قدمته في مسلسل عبد الحمد ابن باديس الذي ظهرت فيه بدور رئيسي، و هو والد عبد الحميد بن باديس و بلباس عربي تقليدي و ملتحي، و الذي ساهم في التحاقي بهذا العمل الضخم، و كذلك سلسلة «عنتر نسيب شداد»، حيث أرسل لي بعدها النص و طلب مني تصوير مقطع فيديو، و تم على ضوئه انتقائي.
ظهرت أيضا على الشاشة الرمضانية ، بدور «الديقة» من خلال سلسلة «فالباطيما»، المقدمة بتصور إخراجي جديد يختلف عن باقي الأعمال الكوميدية، حدثنا عن العمل و دورك فيه؟
نعم لعبت دور «الديقة»، أو كما يعرف في وسط قسنطينة قديما « بزازو الحومة»، و هو شخص كسول و بطال و نرجسي و سليط اللسان لا يجيد سوى العناية بمظهره، حيث يبدو دائما في غاية الأناقة، ما يثير حفيظة جيرانه الذين يتساءلون في كل مرة عن سر أناقته و هو لا يملك دخلا، فالعمل الذي صور بأحد عمارات المدينة الجديدة علي منجلي، يتحدث عن طبيعة العيش في العمارات، و الخلافات التي تنشب بين الجيران. و الجديد في العمل هو أولا المكان الذي صورت به مشاهد السلسلة، حيث تم تصويره في الفضاء الداخلي المشترك للعمارة، إذ يعد تصوير عمل كامل في مكان واحد دون أن يشعر الجمهور بالملل تحد، ثانيا اعتماد السيناريو على مواقف منفصلة لا تمت بصلة ببعضها، و هذا تحدي جديد في الكتابة، و أحيي في هذا الصدد الفنان حمزة محمد فوضيل كاتب السيناريو و كذا أسامة تليلاني و المخرج أحمد رياض، الذين وفقوا في تقديم تصور جديد للعمل الكوميدي، كما أثني على الكاستينغ الذي كان ذكيا، حيث تم توظيف ممثلين أكفاء كفتيحة سلطان و نجية لعراف و مراد خان و زبير بلحور و حمزة محمد فوضيل و غيرهم، و ما ميز العمل أن المشاركين فيه ليسوا بدخلاء على الفن و كلهم من أبناء المسرح.
لكن البعض أعاب على العمل و قال بأنه لم يكن في المستوى المطلوب، ما ردك؟
تصور « فالباطيما» جديد و يختلف عن ما اعتدنا تقديمه من حيث مثلا المماطلة في الطرح، و انتهجنا الأسلوب المباشر تماشيا و مقتضيات العصر، و هذا ما لم يعتد عليه الجمهور بعد، حيث أردنا من خلال السلسلة الانتقال من الفكرة الكلاسيكية للعمل الفني إلى فكرة حديثة مغايرة، لأن النصوص الفنية كذلك في تغير، و نحن نعيش ثورة ضد النص الكلاسيكي دون أن نشعر.
ما رأيك في نوعية الإنتاج التلفزيوني الرمضاني المقدم بغزارة هذا الموسم؟
بكل صراحة، لم أشاهد و لا عمل واحد، ليس تكبرا، و إنما أرفض مشاهدة البرامج لكي لا أتأثر بشكل معين من الأداء، و لا أعيد اجترار ما شاهدته عند مشاركتي في عمل ما، و ذلك حفاظا على فكري و ذاكرتي، لأن تأثير التعرض قد يكون بطريقة واعية أو لا واعية، و لكوني مخرج مسرحي، أخشى أن أعيد اجترارها في أعمالي الاخراجية، لهذا أعتبرها خطرا علي، و من وجهة نظري الأصح بالنسبة للفنان المبدع، هو التركيز على القراءة، لكونها تمكن من صناعة عالم خاص بالفنان أفضل من المشاهدة التي تعد قالبا جاهزا، و أشير إلى أن حتى أعمالي الرمضانية لا أشاهدها.
ألفناك في أعمال كوميدية، غير أننا لم نشاهدك بعد في عمل درامي، متى ستلج هذه الخطوة؟
سأطل قريبا على الجمهور في مسلسلات درامية، لكن أديت مؤخرا دور درامي في فيلم سينمائي بعنوان «سيعود»، تم عرضه شرفيا منذ أشهر قليلة، و يوثق لأحداث العشرية السوداء الدامية، حيث أديت دور جد يعيش فترات عصيبة، و هو عمل سيشارك في مهرجان دولي باسبانيا.
جمعية» البليري» ستعيد بعث مسرح الشارع
تعد كممثل مسرحي غني عن التعريف لما قدمته من عروض مسرحية ناجحة نالت جوائز عدة، ضمن جمعية البليري، ما جديدك و جديد الجمعية؟
أكيد، سبق و أن قدمت مسرحية «أش كلبك مات»، هو آخر عمل شاركت به في المهرجان ما قبل الأخير لمنافسة مهرجان مسرح المحترف، و حاليا هناك مفاجآت سارة للجمهور و لقسنطينة العزيزة و ذلك بإنتاج ثلاثة أعمال دفعة واحدة، حيث ستعود جمعية البليري لنشاطها المكثف، بأعمال متنوعة في مستهلها عرض «رداح» و هي قصة أسطورية تتحدث عن فتاة فائقة الجمال، تدعى أرداح و ترفض كل من يتقدم إليها بحكم جمالها، حتى يتقدم بها العمر وتبلغ من العمر عتيا، و هو عرض خاص بالشارع، و سيكون جاهزا قبل نهاية شهر جوان، و يضم العرض ممثلين من الجمعية و راقصات كوريغرافي و كذا العصي العملاقة التي ستحضر كشخصية تابعة لرداح، و هم حراسها الشخصيون، كما نحضر لعمل خاص للأطفال سأحاول من خلاله مخاطبة الكبار و الصغار، و عرض ثالث سيحضر خصيصا لخوض غمار منافسات فنية و هو مسرحية «زينو مان» وهو نص مقتبس من إخراجي، و أهدف بهذا العمل لخوض منافسات داخلية، فأشرف في العروض الثلاثة على عملية الإخراج، و يعمل رفقتي مساعدان هما حكيم بوديسة و كذا ابني و الذي أرى فيه مشروع مخرج، و ذلك لنقل خبرتي للجيل الجديد. و أود في هذا الصدد أن أوجه دعوة للأولياء لتدريس أبنائهم فن المسرح لما له من فوائد جمة، و قد لاحظت حصول وعي بمدى أهميته لدى الكثيرين، حيث لاحظت إقبالا ملفتا من قبل الكثير على المدرسة التكوينية التي يشرف عليها الفنان ميلاط و تضم أكثر من 200 طالب من الفئات الثلاث، إذ أشرف على فئة متوسطي العمر و اكتشفت مواهب شابة. أ ب