أطلقت بلدية قسنطينة استبيانا تشاركيا مفتوحا أمام المواطنين وجمعيات المجتمع المدني من مختلف البلديات وذلك في إطار مشروع إعادة تحيين المخطط التوجيهي لتسيير المدمج للنفايات الحضرية، حيث تأتي هذه المبادرة الأولى من نوعها محليا، تجسيدا للمنهجية التشاركية التي تسعى السلطات المحلية إلى ترسيخها عبر إشراك الفاعلين المحليين والمواطنين في تحليل واقع تسيير النفايات واقتراح حلول عملية تهدف إلى تحسين النظافة العمومية والبيئة الحضرية.
وذكرت نائبة رئيس البلدية المكلفة بالنظافة سمية بوحوش، في اتصال بالنصر بأن هذه المبادرة تندرج ضمن مشروع AIMWELL الذي يتم تنفيذه بتعاون وثيق مع وزارة البيئة وجودة الحياة، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، في إطار الجهود الرامية لتعزيز القدرات المحلية وإعداد سياسات متكاملة ومستدامة لإدارة النفايات، مشيرة إلى أن هذا الاستبيان أداة عملية لجمع آراء المواطنين بطريقة ممنهجة، حيث تم تصميمه بطريقة مبسطة لا تتطلب سوى من ثلاث إلى خمس دقائق للإجابة، مما يتيح مشاركة واسعة دون عناء، مع ضمان أثر كبير في رسم صورة دقيقة عن واقع تسيير النفايات في المدينة.
ودعت بلدية قسنطينة كافة المواطنات والمواطنين إلى الإسهام في إنجاح هذه المبادرة عبر ملء الاستبيان التشاركي، الذي سيتم توزيعه عبر المنصات الرسمية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وأكدت السلطات أن نتائج هذا المسح ستمثل قاعدة بيانات هامة لدعم القرارات المستقبلية المتعلقة بتسيير النظافة العمومية، كما أعلنت عن تنظيم لقاء تشاوري لعرض النتائج الأولية ومناقشتها وذلك يوم 27 أفريل على مستوى المركز الثقافي عبد الحميد بن باديس ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، في حين وجهت الدعوة خاصة إلى الجمعيات البيئية ولجان الأحياء وكل الفاعلين الناشطين في المجال.
وأبرزت السيدة بوحوش، أن التجارب الدولية تؤكد على أهمية إشراك المجتمع المدني في صياغة المخططات التوجيهية الخاصة بإدارة النفايات، لما لذلك من أثر بالغ في تعزيز ثقافة المشاركة وتحقيق إدارة أكثر فاعلية للنفايات، وقد أظهرت، حسب المتحدثة، دراسات برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن منهجيات التسيير التشاركي تسهم في تحسين نسب جمع النفايات وفرزها وإعادة تدويرها، مما ينعكس إيجابا على الصحة العامة ونوعية الحياة داخل المدن كما بين تقرير البنك الدولي حول إدارة النفايات الصلبة أن دمج المواطنين في المراحل المبكرة من التخطيط يعزز الالتزام المجتمعي ويدعم استدامة المشاريع البيئية.
ومن خلال هذه الخطوة، تؤكد بلدية قسنطينة، مثلما أكدت نائبة رئيس البلدية، إرادتها القوية في الانتقال من منهجيات تقليدية إلى أخرى حديثة تقوم على التخطيط التشاركي واستشراف الحلول بالشراكة مع مختلف الفاعلين، وهو توجه يتماشى مع الالتزامات الدولية في مجال البيئة والتنمية المستدامة، كما يعزز موقع قسنطينة كمثال على المدن الجزائرية التي تتبنى ديناميكية جديدة في مجال تسيير النفايات والنظافة الحضرية.
وأبرزت المتحدثة، أن المخطط التوجيهي للنظافة بولاية قسنطينة، لم يحين بسبب مشاكل إدارية ومالية خلال العهدة السابقة، في حين أن البلدية بحاجة ماسة لهذا المخطط التوجيهي بسبب التغيرات التي عرفتها المدينة، فعلى سبيل المثال فقد سجل تراجع في كتلة النفايات بالعديد من الأحياء التي مستها عمليات ترحيل، فيما عرفت أخرى ارتفاعا في متطلباتها بسبب توسعها بشكل كبير سواء فيما تعلق بالتحصيصات الفوضوية أو النظامية، مشيرة إلى أن البلدية تخصص قرابة 110 مليار سنتيم سنويا للنظافة موزعة على ثلاث مؤسسات في حين تتكفل من خلال أعوانها بكنس أحياء ثلاث مندوبيات .
وتضمن الاستبيان الذي اطلعنا عليه 4 محاور يتعلق الأول بالمعلومات العامة والثاني بالجانب التنظيمي، الذي وردت فيه أسئلة حول على من تقع مسؤولية إدارة النفايات فضلا عن آخر حول معرفة المواطنين بطبيعة المخطط التوجيهي للنفايات ، بينما وردت في المحور الثالث المتعلق بالجانب الاجتماعي والفرز الانتقائي أسئلة حول مدى استعداد المواطنين للتنسيق مع المؤسسات العمومية لجمع النفايات مرة في الشهر كما جاء سؤال آخر حول موافقة المواطنين على تطبيق الفرز الانتقائي داخل أسرهم، أما المحور الرابع فورد حول الجانب المالي وتم استبيان المواطنين حول استعدادهم للدفع المالي مقابل إدارة مستدامة للنفايات الحضرية.
لقمان/ق
