تمكنت 45 مؤسسة من انجاز نماذج أولية خلال عامين، على مستوى حاضنة الأعمال بالمدرسة الوطنية متعددة التقنيات بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، فيما عبّر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن إعجابه بعدة نماذج لمشاريع مبتكرة، حاثا بعض أصحاب المؤسسات على التحول إلى الإنتاج الصناعي، وابتكار كل ما يهمّ الصناعات الاستخراجية وحماية الأنابيب من التلف والصدأ.
وأشرف أمس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، مرفوقا بوالي ولاية قسنطينة، في زيارة عمل وتفقد للولاية، على متابعة وتدشين عدد من المؤسسات والمشاريع الجامعية للطلبة حاملي أفكار وأصحاب المؤسسات الناشئة، بداية بالمدرسة الوطنية متعددة التقنيات على مستوى جامعة صالح بوبنيدر، كما دشّن خلالها حاضنة الأعمال ومركز تطوير المقاولاتية المنطلقة في العمل بقرار وزاري في أكتوبر 2020، وتضمّ عدّة مصالح منها مصلحة الهندسة والتسيير، مصلحة الأمن وأخرى.
وأكد مدير الحاضنة خلال شروحات قدمها للوزير والوفد المرافق له، أن نشاط المؤسسة ينقسم إلى مرحلتين، المرحلة الأولى تتمثل في استقبال مشاريع الطلبة المتخرجين، فيما تشمل الثانية تجسيد أفكار ومشاريع الطلبة على أرض الواقع، وهي الخاصية الأساسية للحاضنة، حسب العرض المقدم للوزير، كما تحتضن حاملي المشاريع من طلبة الهندسة، ومرافقتهم خصوصا المرافقة القانونية، وتسخير فضاء عمل ميداني لتجسيد أفكار الطلبة وتحويلها إلى مؤسسات اقتصادية منتجة.
وحسب العرض المقدم للوزير، فقد تم خلال العامين المنصرمين، تسجيل عدد من المشاريع المحتضنة، تمثّلت في 49 مشروعا، 23 نموذجا أوليا، 7 مشاريع حاصلة على علامة «لابل» في الموسم الجامعي 2022/2023، و31 مشروعا و5 مؤسسات ناشئة ومشروع حامل علامة «لابل» عن مشروع مبتكر خلال الموسم الجامعي 2023/ 2024.
كما قامت حاضنة المدرسة بإحتضان 45 مؤسسة خلال عامين مع إنجاز النموذج الأولي، وتكفلت بتوفير أجهزة ومعدات للطلبة حاملي المشاريع، نظرا للميزانية المعتبرة التي خصصتها الوزارة للحاضنة، كما تم تدريب 111 حامل مشروع، 4 منهم تحصوا على تمويل و10 في طور الحصول على تمويل.
محلات وعقارات موجهة لتجسيد ابتكارات أصحاب المشاريع
واستمع الوزير لعروض تخصّ المؤسسات الفرعية المنبثقة عن الحاضنة، منها «بوليتاك سرفيس» وهي شركة فرعية ذات أسهم لتسويق النماذج الأولية وقطع الغيار الخاصة بالمؤسسات الناشئة، كما اطلع على أفكار الطلبة ومشاريع مؤسساتهم، حيث طالبوا بالمرافقة الإدارية والمالية من طرف الوزارة والجهات المسؤولة، فيما وعد والي ولاية قسنطينة عبد الخالق صيودة، بتسهيل حصول الطلبة حاملي المشاريع على محلات وعقارات لتجسيد ابتكاراتهم.
مشروع للصناعة في مجال الطيران والصواريخ متعددة الاستعمالات
ودشّن الوزير بمعية والي الولاية، المؤسسة الفرعية التي تضمّ ورشات تركيب، تصليح وتصنيع الأجهزة التقنية، أين وقف كمال بداري على عرض لنماذج مشاريع مبتكرة، وأُعجب بالمشروع الأول الخاص بإنتاج مادة «الغرافان» من المواد العضوية، في إنتظار التحول نحو إنتاجها صناعيا، وكذا نموذج مشروع للصناعة في مجال الطيران والصواريخ متعددة الاستعمالات منها المناخية، والحاصل على عدّة جوائز منها أحسن تقرير في المسابقة الجزائرية بين الجامعات في 2024 بجامعة سعد دحلب، مشروع مؤسسة ناشئة لإنتاج المادة الأولية الأساسية لصناعة وسادة «بطانة» الفرامل، بمواد محلية منخفضة التكاليف، حيث حثّ الوزير أصحاب المؤسسة على التحول إلى الإنتاج الصناعي، وابتكار ما يهمّ الصناعات الاستخراجية وحماية الأنابيب من التلف والصدأ.
إنشاء مؤسسة للتكوين والتدريب في التخصصات الطبية والصيدلية بالتكنوبول
كما شملت زيارة العمل، مقر «تكنوبول» هضبة قسنطينة، أين طاف وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووالي الولاية، والوفد المرافق لهما، بمعرض خاص بمجموعة من الابتكارات ومشاريع متحصلة على علامة مشروع مبتكر، مؤسسة ناشئة وحاضنة أعمال، على غرار مؤسسة «سبارك سباي» المهتمة بتكنولوجيا دمج الزراعة بوسائل الروبوتيك والنقل، ومؤسسة «غارد آي كيو» التي تمتلك مشروع تزويد السيارات بعلبة سوداء تسمح بالتدخل في الحالات العاجلة، والمشروع المبتكر «آزوليريا» المهتم بدمج زراعة ال»آزولا» بسمك البلطي الأحمر.
وتمّ تقديم عرض بخصوص إنشاء مؤسسة «يونيكو فارم» الفرعية بتكنوبول «هضبة قسنطينة» الذي جاء تنفيذا لتعليمات وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ويشمل مجال نشاط «يونيكو-فارما»، التكوين والتدريب في التخصصات الطبية والصيدلية، تحاليل طبية وخدمات مخبرية متنوعة، وتنظيم المؤتمرات والفعاليات العلمية.
كما استمع الوزير، لعرض بخصوص «تكنوبول» هضبة قسنطينة والتي نشأت في أفريل 2023، وتضمّ المشاريع المبتكرة والمؤسسات الناشئة، حيث تمّ إنشاء برنامج «إيبي بوست»، الذي يسمح بتسجيل الابتكارات والمؤسسات الناشئة، وتجسيد شعار «تكنوبول» هضبة قسنطينة وهو «من مشروع مبتكر إلى مؤسسة ناشئة»، ليسدي تعليمات بتعزيز ديناميكية المؤسسة عبر المسابقات الوطنية، صالون وطني كل 12 أفريل، وترقية الخدمات عبر منصة رقمية، متحدثا عن إطلاق الشباك الموحد خلال الشهر الجاري، كما تمّ التوقيع على اتفاقية التشبيك الرسمي بين المؤسسات الناشئة والفاعلين الاقتصاديين الخواص، تتمثل في شراكتين تضافان إلى الأولى الموقعة منذ فترة، وتمّ الإتفاق بين مجمع شركات «باور آسيستنس» وعيادة بوكرو، ومؤسسة «آسيستا سوان» الناشئة مع «باور آسيستنس».
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، في تصريحات صحفية، على إنشاء المدرسة الوطنية العليا متعددة التقنيات بقسنطينة، معتبرا إياها مؤسسة اقتصادية فرعية، من خلال تحويل أفكار الطلبة والأساتذة إلى مؤسسات ناشئة ومؤسسات اقتصادية مصغرة وإلى براءات اختراع يمكن لمالكها تحويلها للسوق والشروع في تسويقها.
حاتم بن كحول