استكملت محافظة الغابات لولاية قسنطينة 4 مشاريع لفتح أكثر من 107 كيلومترات من المسالك الغابية، حيث تجاوزت تكلفتها مجتمعةً 14 مليار سنتيم، في حين ينطلق موسم مكافحة حرائق الغابات ابتداء من يوم الخميس المقبل، إذ نُصبّت فيه 5 مخيمات ومجموعة واسعة من الإمكانيات بشكل مشترك بين عدة قطاعات بعدما حققت هذه التدابير نتائج مُرضِية خلال الموسمين الماضيين.
وسجلت محافظة الغابات لولاية قسنطينة 194 تدخلا خلال موسم مكافحة الحرائق لسنة سنة 2024، من بينها 110 تدخلات داخل الغابة و84 تدخلا خارجها، حيث كانت 95 بالمئة من الحرائق سطحية دون خسائر، فضلا عن أن حريقين منهما انطلقا من قالمة وسكيكدة، في حين أحصت المحافظة تضرر أكثر من 14 هكتارا من الأحراش وأقل من هكتار واحد من خارج الأملاك الغابية الوطنية، بالإضافة إلى 5.5 هكتار ضمن حيز التجديد طبيعي خارج الأملاك الغابية، و4 هكتارات من غابة البلوط الفليني؛ حيث احترقت الأخيرة جزئيا على حدود ولاية سكيكدة. أما بخصوص برنامج الوقاية من حرائق الغابات لموسم 2025، فقد اعتمدت المحافظة على الجهاز نفسه الذي سُخّر خلال الموسمين الماضيين، مثلما جاء في البطاقات التي عرضتها المحافظة خلال الملتقى الجهوي حول إستراتيجية قطاع الفلاحة للشفافية والوقاية من الفساد.
ويتضمن جهاز مكافحة الحرائق للموسم الحالي تنصيب 5 مراكز تخييم للتدخل ضد الحرائق، من بينها 3 مراكز مشتركة مع الحماية المدنية بمنطقة شقرف وشطابة وبني يعقوب، إلى جانب مخيّمين خاصين بمحافظة الغابات على مستوى منطقة الكنتور في بلدية زيغود يوسف ومنطقة الجباس في بلدية قسنطينة. وتنطوي هذه العملية أيضا على تسخير 3 فرق تدخل ودعم على مستوى المحمية الطبيعية بجبل الوحش والمريج والمحافظة. ويُرتقب أن ينطلق موسم مكافحة حرائق الغابات يوم الخميس المقبل بتاريخ الفاتح من ماي، حيث راسلت المحافظة مختلف الشركاء التقنيين من أجل تنفيذ العمليات الوقائية وإتمامها قبل التاريخ المذكور، كما استهدفت المواطنين بعمليات تحسيس من خلال الأعياد والأيام المنظمة بمشاركة محافظة الغابات وسكان المناطق الريفية والمجاورين للغابات.
ويشمل برنامج مكافحة الحرائق للموسم الحالي تسخير شاحنة صهريج و13 سيارة تدخل أولي و11 سيارة ربط، بالإضافة إلى أكثر من 100 ضابط وعون غابات و31 عاملا موسميا، في حين وضعت المحافظة وسائل اتصال لاسلكية ضمن شبكة تغطي إجمالي تراب الولاية. ويضم برنامج الوقاية أيضا 28 لجنة من سكان الأرياف و12 لجنة عملياتية للبلديات و7 لجان دوائر عملياتية واللجنة العملياتية الدائمة للولاية، فضلا عن سبعة أبراج للمراقبة والإنذار، في حين اتخذت الإجراءات لتأمين المناوبة الدائمة على مستوى مختلف الهيئات التابعة للمحافظة.
غلاف مالي بحوالي 13 مليارا للبرنامج القطاعي 2025
وتتربع المساحة الغابية في ولاية قسنطينة على أكثر من 28 ألف هكتارا، حيث يبلغ معدل التشجير نسبة 12 بالمئة، في حين تقدر محافظة الغابات عدد سكان الأرياف بما يقارب 147 ألف نسمة. وتتكون غابات ولاية قسنطينة من أكثر من 9 آلاف هكتار من الغابات الطبيعية بنسبة 35 بالمئة، وأكثر من 8 آلاف هكتار من الغابات المشجرة بنسبة 30 بالمئة، فيما تصل نسبة الأدغال إلى 35 بالمئة بما يعادل أكثر من 9 آلاف هكتار. وتتوزع التشكيلات الغابية المذكورة على مناطق جبل الوحش من الجهة الشمالية والهرية من الجهة الجنوبية وهضاب زردازة من الجهة الشمالية وجبل شطابة وأولاد سلام من الجهة الغربية. وتشمل المحاور الرئيسية للتنمية في مجال الغابات بولاية قسنطينة تسيير الثروة الغابية وتوسيعها وحمايتها، وتنمية الاقتصاد الغابي، وحماية الحوض الصبّاب بني هارون ومعالجته.
من جهة أخرى، استفادت ولاية قسنطينة من غلاف مالي يقارب 13 مليار سنتيم في إطار البرنامج القطاعي للتنمية لسنة 2025، حيث ينطوي على ثلاثة مشاريع تتمثل في تهيئة مسالك غابية على مسافة تفوق 42 كيلومترا وفتح المسالك الغابية على مسافة تصل إلى 4.5 كيلومترات، بالإضافة إلى إعادة التشجير على مساحة 60 هكتارا. ويضم البرنامج القطاعي الخاص بسنتي 2023-2024 ثمانية مشاريع، من بينها 5 في طور الغلق، إذ تتمثل في تهيئة خنادق مضادة للنار على مساحة 34 هكتارا وفتح مسالك غابية على مسافة 15 كيلومترا وتهيئة مسالك غابية على مسافة 58 كيلومترا، بالإضافة إلى فتح مسالك غابية على مسافة 13 كيلومترا وتهيئة مسالك غابية على مسافة 21.5 كيلومترا.
أما المشاريع الأخرى التي مازالت في طور الإنجاز ضمن هذا البرنامج فتنطوي على أشغال حراجية على مساحة 410 هكتارات، وإعادة التشجير على مساحة 20 هكتارا، وأشغال حراجية على مساحة 140 هكتارا. واستكملت محافظة الغابات مشروع الدعم والتموين بالأشجار المثمرة للفلاحين والمستثمرين الصغار، حيث مولته شركة «موبيليس» بغلاف مالي وصل إلى 400 مليون سنتيم، في حين شمل غرس أكثر من 8600 شجيرة، يتصدرها الزيتون بأكثر من 2700 شجيرة، ثم النكتارين بـ1500 شجيرة، فالتفاح بأكثر من 1400 شجيرة، في حين توزعت باقي الأنواع على المشمش واللوز والكرز والليمون والتين والبندق والفستق والأجاص. وبلغت حصيلة عمليات التشجير والغرس التطوعية في موسم 2024-2025 عبر مختلف بلديات ولاية قسنطينة ما يقارب 7300 شتلة.
سامي .ح