تمكّنت فرق إنقاذ الحماية المدنية المدعمة بالغطاسين، في حدود الساعة منتصف النهار ليوم أمس، من العثور على جثة الشاب «ح .ن» البالغ من العمر 22 سنة، الذي جرفته السيول على مستوى وادي جنان ببوسعادة، أمسية الأربعاء الماضي، على إثر الاضطرابات الجوية التي شهدتها العديد من مناطق ولاية المسيلة، في وقت تم فك العزلة عن الآلاف من السكان من قبل السلطات المحلية و عمال قطاع الأشغال العمومية و ذلك جراء تضرر عدد من الطرقات الوطنية و الولائية و المنشآت الفنية.
و حسب ما استفيد، أمس، من المكلف بالاتصال على مستوى مديرية الحماية المدنية، بلال نعيجي، فإن فرق الغطاسين، تمكنت من انتشال جثة أحد المفقودين الذي تم التعرف على هويته و يتعلق الأمر بالمدعو «ح.ن» عن عمر ناهز 22 سنة، جرفته مياه الأمطار رفقة اثنين من أفراد أسرته و هما امرأة و طفلة، مؤكدا على أن عملية البحث مازالت مستمرة عن المفقود المفترض الثاني و يتعلق الأمر بالمدعو «ط .ل» الذي عثر على سيارته بالوادي.
يحدث ذلك في الوقت الذي مكنت مجهودات عمال قطاع الأشغال العمومية و السلطات المحلية بالعديد من البلديات التي تضررت جراء فيضان عدد من الأودية، من فك العزلة عن آلاف السكان المحاصرين بقراهم و بلدياتهم بعد تعرض بعض الطرقات و الجسور للضرر و هو ما تسبب في عرقلة حركة السير لاسيما على مستوى وادي بوسعادة و مدخل عين الملح على مستوى جسر وادي بلسع و وادي عين الريش، ليتم الشروع في عمليات صيانة و إصلاح الطرقات المتضررة.
و أفاد مدير الأشغال العمومية، محمد سليماني، في تصريح للنصر، بأن زيارة وزير الأشغال العمومية و النقل، أول أمس الجمعة، كللت بقرارات و إجراءات استعجالية اتخذت بعين المكان، في انتظار الانتهاء من عملية التقييم النهائية لحجم الخسائر التي خلفتها الأمطار الأخيرة، مضيفا بأن الوزارة تدرس حاليا وضعية الولاية للتكفل بها ضمن برنامج استعجالي يتم تدارسه من قبل الوزارة الوصية.
و أوضح ذات المصدر، بأن جهود قطاع الأشغال العمومية بدأت منذ الساعات الأولى لتساقط الأمطار الغزيرة على مناطق الولاية، من خلال تسخير إمكانيات مادية و بشرية هامة، تمثلت حسبه في حوالي 200 عامل و 5 مؤسسات أشغال، منها مؤسستان عموميتان و 3 مؤسسات خاصة، حيث تم تسخير 5 آلات تسوية و 6 آلات شحن و 3 آلات حفر و حوالي 20 شاحنة، حيث مازالت الأشغال جارية لحد الساعة من أجل إزالة ما يمكن من مخلفات الأمطار.
و من بين القرارات الاستعجالية التي اتخذت من قبل وزير القطاع في حينها، انجاز جسر على مستوى طريق بوسعادة العليق و هو الطريق الولائي رقم 05، في انتظار الانتهاء من الدراسة و صيانة الطريق الوطني 70 على مستوى وادي المالح و قرار بالشروع في دراسة الطريق البلدي قمرة بعين الريش على مستوى الوادي و البدء في أشغال صيانة جسر وادي بلسع بعين الملح، فيما يتم حاليا فتح الطريق الولائي رقم 09 ببلدية امسيف الذي مازال في حالة صعبة.
فارس قريشي
