تقرر، أمس، بعد عرض مشروع المركز التجاري»شوبنغ مول» الواقع بشارع الإخوة جعطوط وسط مدينة عنابة، على اللجنة الولائية الاستشارية للهندسة المعمارية و التعمير و البيئة، الموافقة على انطلاق الدراسة مع الحرص على احترام الطابع التراثي للمدينة القديمة لاسيما مداخلها و مخارجها، خاصة و أن المشروع يقع بمحاذاة القلعة الحفصية التي تعد معلما أثريا بولاية عنابة.
و قد استدعى والي عنابة، جمال الدين بريمي، خلال جلسة العمل، جمعيات ولائية للمساهمة في إثراء الدراسة، على غرار جمعيتي ترقية التربية البيئية و جمعية المدينة للحفاظ على التراث، بعد طرح عارضة للاعتراض على موقع إنجاز المشروع بالمدينة القديمة، حيث حاول الوالي إشراك جميع الفاعلين، لتفادي إلغاء المشروع و تكرار تجربة تجميع مشروع الترامواي الذي اعترض منتخبون على مروره عبر ساحة الثورة و مع تضييع الوقت، تم تجميد المشروع و تم التصرف في الغلاف المالي.
و خلال اجتماع، أمس، تم عرض و دراسة و مناقشة طلب رخصة بناء لإنجاز المركز التجاري»شوبنغ مول»، ستشرف على إنجازه شركة الاستثمار الفندقي و بعد عرض مخطط المشروع من قبل مكتب الدراسات المكلف، تم فتح باب النقاش لجميع الأطراف الحضور للإثراء، حيث تقررت الموافقة على إنجاز المركز التجاري الترفيهي الهام، مع الحرص كل الحرص على احترام الطابع العمراني للمدينة القديمة.و حسب متابعة النصر للعملية، فقد بقي المشروع معطلا منذ 5 سنوات، حيث استفادت مؤسسة الاستثمار الفندقي صاحبة مشروع شيراطون عنابة من القطع الأرضية و بقيت الإجراءات تراوح مكانها، إلى غاية الفترة الأخيرة حينما تم بعث المشروع من جديد، حيث استقبل الوالي الأسبوع الماضي، المدير العام لمؤسسة التسيير الفندقي رفقة مكتب الدراسات و تم التوقيع على اتفاقية الانطلاق في الدراسة و بعد الإعلان، خرجت جمعية تراث مدينة عنابة، لتعبر عن اعتراضها على موقع الإنجاز. و جاء في بيان الجمعية، أنها و بعد استشارة العديد من الخبراء و مهندسين في مجال حفظ التراث و الاستماع إلى أراء و انطباعات حول المشروع الجديد للمركز التجاري في المدينة العتيقة، يتضح بأنه يتواجد إشكال كبير في اختيار الوعاء العقاري، مطالبين بتحويله كون عملية الإنجاز تفرض هدم الجدار الداعم للمدينة القديمة و التخلص من الاهتزازات الناجمة عنه و عمليات بناء أساسات المركز التجاري، ينجم عنها و بصفة حتمية انهيار العديد من مباني المدينة القديمة و ذلك لطبيعة نمطها العمراني المرتكز على الجدران الداعمة. و أمام هذه الانشغالات، تم إشراك الجمعية و تقديم جميع الضمانات و الاستجابة للتحفظات المطروحة، حتى لا تشوه منظر المدينة القديمة، أو التأثير على البنايات القديمة الموجودة في المحيط .
و تحاول مصالح ولاية عنابة، توظيف جميع جهودها لتجسيد المشروع بمدينة عنابة، لإعطاء دفع للجانب الاقتصادي و التجاري و خرق حركية و توفير مناصب الشغل، خاصة و أن عنابة تفتقر لمثل هذه الفضاءات التجارية الكبرى، على غرار الولايات المجاورة و عدم تكرار الأخطاء التي وقت مع الترامواي.
حسين دريدح