تم أمس، بعد صلاة الجمعة، تشييع الأطفال الثلاثة الأشقاء الذين هلكوا داخل بركة مائية عصر يوم الخميس، في بلدية عين الزرقاء بولاية تبسة ، بحضور المئات من المواطنين الذين تأسفوا لهذه الحادثة الفاجعة و أبدوا تأثرهم بها.
و تدخل أفراد الوحدة الثانوية للحماية المدنية بالونزة، أوليا مدعومين بعناصر أخرى من الحماية المدنية في الكويف، أين تم انتشال جثث الضحايا الإخوة من عائلة عيادي وهم على التوالي،
غلام/7 سنوات / و إسحاق/ 8 سنوات/ و محمد الصالح /12 سنة / ، وذلك من بركة مائية بالمكان المسمى وادي الزيات، و تم تحويل الجثث إلى القاعة متعددة الخدمات ببلدية عين الزرقاء، لنقلها لاحقا إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الونزة، بغرض التشريح و فتح تحقيقات في هذه القضية.
ونزل خبر وفاة الأطفال الثلاثة، كالصاعقة على أهاليهم، حيث كان رحيلهم مفاجئا و مؤلما في آن واحد و لم يسعفهم الموت للتمتع بالعطلة الصيفية، التي قال بشأنها أحد الضحايا لأستاذه بأنه سيشتاق إليه خلالها و هو يهم بمغادرة المؤسسة التعليمية.
و صرح أقارب الضحايا، بأن وفاة الأشقاء الثلاثة داخل بركة ماء، حدثت نتيجة لعدم توفر حواجز من شأنها حماية الأطفال من الغرق، مضيفين بأنه لا توجد تفاصيل عن كيفية غرقهم، نظرا لعدم وجود شهود أثناء غرقهم في البركة، حيث خرج الأشقاء في جولة كما تعودوا على ذلك بعد انتهائهم من إجراء امتحانات آخر السنة، فيما رجح البعض الآخر أن تكون وفاتهم مع بعضهم، نتجت بعد غرق أحدهم ليحاول شقيقاه إنقاذه فلحقا به.
و قد تم التفطن لغياب الضحايا عقب تأخرهم في العودة إلى البيت العائلي، الأمر الذي أثار مخاوف أفراد الأسرة الذين أطلقوا صرخة استغاثة في أوساط سكان المنطقة، الذين هبوا كبارا و صغارا و انطلقوا في البحث عن الأشقاء الثلاثة في كل الأماكن، إلى أن عثروا عليهم داخل البركة التي تبعد عن مقر البلدية بنحو 500 متر جثثا هامدة، وسط ذهول الجميع الذين أصيبوا بصدمة كبيرة و لم يتقبلوا الموقف و هم يشاهدون 3 إخوة يموتون دفعة واحدة في ظرف وجيز.
حادثة الغرق حركت مواجع سكان البلدية، الذين تأسفوا للوضع المزري الذي يعيشونه منذ عقود و لم يتبدد، مستفسرين عن سبب تأخر دخول مقر الحماية المدينة الموجود منذ 3 سنوات حيز الخدمة، حيث أكدوا على أنه كلما وقع حادث، يتم الاستنجاد بوحدة الحماية المدنية بالونزة و حتى العيادة متعددة الخدمات، لا تتوفر على مجثمة للموتى، فيتم تحويل الجثث إلى مستشفى الونزة، بل حتى على أبسط ضروريات العلاج.
و ذلك حسب تصريحات المواطنين عقب الحادثة، الذين طرحوا كذلك غياب الطرقات المعبدة، حيث يضطرون لنقل مريض أو مصاب لحمله على الأكتاف إلى غاية الوصول به إلى الطريق المعبد و منه يحولونه إلى الونزة أو تبسة، مناشدين التفاتة جادة لهم و تحسين ظروفهم المعيشية، سيما المرافق الشبانية التي تفتقر لها البلدية نهائيا. تجدر الإشارة، إلى أن أكثر من 27 شخصا، كانت مياه البرك و السدود و المجاري المائية قد ابتلعتهم خلال الخمس سنوات الأخيرة، وفق الإحصائيات الرسمية، لمصالح الحماية المدنية بالولاية و كثيرا ما كانت هذه الفجائع تتم صيفا و يطرح البعض إشكالية نقص المسابح بالبلديات، فيما يطرح آخرون إشكالية نقص التوعية، سواء من طرف الهيئات ذات الصلة، أو من طرف الأولياء الذين كثيرا ما فجعوا في أبنائهم. ج.س/ع.ن