قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في حق متهم بمحاولة قتل ابن حيه، باستخدام خنجر و تخويف فتاة كانت برفقة الضحية و إرغامها على الذهاب معه، فيما التمس ممثل الحق العام عقوبة المؤبد في حق المتهم، عن تهمة جناية محاولة القتل العمدي.
وقائع القضية تعود إلى تاريخ 2 فيفري 2020، عندما أوصل صاحب سيارة خاصة، شخصان أحدهما كان مصابا، إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد في حدود الساعة الثانية صباحا، بعد تعرض المعني لاعتداء بواسطة آلة حادة و كانت حالته الصحية حرجة وقتها و على إثرها تنقلت عناصر الشرطة إلى المصلحة، ليتبين أن الأمر يتعلق بالضحية (م.أ) المكني «جافل» و نظرا لخطورة إصابته، تم تحويله إلى مصلحة الجراحة و خضع لعملية جراحية إستعجالية و بعد البحث، تبين أن الشخصين اللذان تكفلا بنقل الضحية إلى المستشفى، هما (ل.ي) و(ب.ر) و عند سماع هذا الأخير، صرح بأنه و أثناء الوقائع حوالي الساعة الثانية صباحا، كان برفقة جاره (س.ا) جالسين في مدخل العمارة التي يقيمان فيها، قبل أن يسمعا صوت صراخ فتاة تطلب النجدة، ليتجها على متن مركبته الخاصة إلى مكان الصراخ، أين وجدا شخصا ملقى على الأرض و مصاب على مستوى ساقه و بالقرب منه فتاة و برفقتها حارس موقف للسيارات يكنى «بلال»، ليقرر رفقة صديقه مساعدة الضحية بنقله إلى المستشفى و أكد على أنه لا يعرف الفتاة و لا الضحية و هو ما أكده صديقه (س.أ).
و عند سماع حارس الحظيرة (د.ب)، صرح أنه و بينما كان يحرس قرب مصحة الجزائر، سمع صراخ فتاة تطلب النجدة، فاتجه مسرعا لمكان طلب النجدة، أين وجد شخصا ملقى على الأرض و مصاب على مستوى الساق، حيث طلبت منه مرافقته مساعدتها على نقله إلى المستشفى و في تلك الأثناء حضر كل من المسمى (ل.ي) و (ب.ر)، مؤكدا على عدم معرفته للمعتدى عليه و الفتاة.
فيما صرحت الفتاة عند سماعها، بأن الضحية صديقها و اتفقت معه على الالتقاء بحي سيدي عاشور و تم ذلك فعلا، حيث حضر رفقة فتاة تسمى «ر» دون معرفة هويتها و بعد أن توجها مشيا على الأقدام إلى حي 600 مسكن و بمجرد وصولهما إلى مسجد التوبة، باغتهما شخص بواسطة سلاح أبيض و اعتدى على صديقها الضحية، الذي توسل المعتدي بالقول «آني خوك يا سمسم»، غير أن المعتدي تمكن من إصابته بواسطة السكين، و قام باقتياد المسماة «ر» بالقوة إلى وجهة مجهولة، فهربت حينها ثم عادت لإنقاذ صديقها الذي أصيب على مستوى الظهر، ثم بدأت بالصراخ و طلب النجدة، فحضر حارس الحظيرة و الشخصان الآخران.
و عند سماع الضحية أمام هيئة المحكمة، أكد ما جاء على لسان الشهود، كما تحصل على عجز طبي لمدة 60 يوما.
و عند استجواب المتهم (ب.أ)، أنكر التهمة المنسوبة إليه و صرح بأنه لم يقم بارتكاب الأفعال المتابع بها و لم يقم بالاعتداء على الضحية الذي لا يعرفه إطلاقا و لا تجمعه معه أي علاقة و لا يعلم سبب اتهامه بمحاولة قتله و الاعتداء عليه، إلا أنه فعلا هو الشخص المكنى «سمسم» و معروف بهذه الكنية، حيث غير لقبه بعد إثبات نسبه و هذا بموجب حكم قضائي و لدى عرضه على طبيب الأمراض العقلية، أثبت أنه في كامل قواه العقلية.
حسين دريدح
