مازالت مخازن القمح بمدينة بلخير في ولاية قالمة، تعاني من الغبار منذ سنوات طويلة، رغم النداءات المتكررة لكل الهيئات المحلية من أجل المساعدة على تعبيد ساحة المخازن بالخرسانة السوداء و توفير الشاحنات حاملة الصهاريج، لرش ساحة المخازن و منطقة جسر الوزن و مكتب المراقبة و المدخل الرئيسي للمخازن و منطقة التفريغ و وضع حد لموسم الغبار الذي يتكرر كل صيف و ينذر بمخاطر صحية على عمال المخازن و سائقي الشاحنات و الجرارات الفلاحية الذين يقصدون مخازن مدينة بلخير لتفريغ محصول القمح.
و ينتشر الغبار على مساحة واسعة تصل إلى المنازل المجاورة، عندما يشتد الإقبال على منطقة الوزن و التفريغ طيلة موسم الحصاد و لم تتمكن إدارة تعاونية الحبوب و البقول الجافة من تعبيد الساحة الترابية و ممرات العبور إلى جسر الميزان و مواقع التفريغ و الشحن باتجاه ولايات أخرى، عندما تتشبع مخازن بلخير ذات القدرة المحدودة و من حين إلى آخر يستعمل العمال كميات قليلة من المياه لرش الساحة و الممرات لكن الحرارة و حركة الشاحنات و الجرارات المحملة بالقمح تعيد الوضع كما كان بعد دقائق قليلة من الرش المحدود.
و تستقبل مخازن بلخير كميات كبيرة من القمح كل صيف، كما تعد أيضا منطقة شحن رئيسية باتجاه عدة ولايات عندما تتشبع و تصبح غير قادرة على استيعاب المزيد من القمح القادم من مواقع الحصاد و تتحول الساحة و الممرات الداخلية الترابية إلى جحيم لا يطاق عندما يبدأ موسم الحصاد و تصل سحب الغبار إلى الحي السكني المجاور.
و ينتظر عمال المخازن المساعدة من بلدية قالمة و شركة المياه و ديوان التطهير، لرش الساحة الترابية مرتين في اليوم على الأقل للتخفيف من انبعاث الغبار الذي وصل تأثيره إلى كميات كبيرة من القمح و المكاتب الإدارية و لا تعرف الأسباب التي أدت إلى عدم تعبيد الساحة و الممرات منذ سنوات طويلة، رغم تكرار أزمة الغبار كل صيف.
و لا يختلف الوضع كثيرا بمخازن مدينة قالمة، حيث تدهورت وضعية الساحة و الممر الرئيسي و لا تتوقف سحب الغبار كلما دخلت الشاحنات و الجرارات المحملة بشحنات القمح. و قال مصدر على صلة بقطاع الفلاحة، بأنه كان من المقرر تحويل كميات من الخرسانة القديمة المنزوعة من شوارع مدينة قالمة و استعمالها لتعبيد الساحات و الممرات الترابية بمخازن مدينتي بلخير و قالمة، لكن المحاولة تعثرت و بقي الوضع على حاله، حيث سيكون عمال المخازن و السائقون على موعد مع صيف آخر من الحرارة و الغبار. و لم نتمكن من الاتصال بمدير مخازن مدينة بلخير لمعرفة الأسباب التي حالت دون القضاء على أزمة الغبار، بتعبيد الساحة و الممرات الرئيسية و تنفيذ برنامج للرش الدوري بالمياه، في انتظار تهيئة المواقع الترابية داخل هذه المؤسسة العمومية الهامة، التي تمثل عصب الاقتصاد الزراعي بالولاية. فريد.غ