قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبات تراوحت ما بين 10 و 20 سنة في حق 6 أفراد، ضمن شبكة دولية مختصة في المتاجرة بالمخدرات الصلبة الكوكايين، يمتد نشاطها إلى الحدود المغربية، بينهم دركيان اثنان عملا في سلك حرس الحدود بولاية تلمسان، فيما التمس ممثل الحق العام عقوبة المؤبد عن جناية استيراد المخدرات بطريقة غير مشروعة و جناية التخزين و النقل و الحصول و الشراء بغرض البيع، في إطار جماعة إجرامية منظمة.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ 15 سبتمبر 2020، حينما تلقت المصالح المختصة معلومات مسبقة، تفيد بأن أفراد شبكة إجرامية تحترف الاتجار غير الشرعي بالمخدرات الصلبة، حلت بإقليم ولاية عنابة لترويج كمية معتبرة من المخدرات الصلبة كوكايين و استغلالا لهذه المعلومات، تم وضع خطة للإطاحة بها و في حدود الساعة التاسعة صباحا، تم توقيف شخصين بحظيرة فندق المصعد الهوائي (ميريبوط) ببلدية عنابة، كانا على متن سيارة نوع «كليو كومبيس» يقودها المتهم (ك.ع) لدى التدقيق في هويته تبين بأنه عسكري و خلال عملية تفتيشهما، ضبط بداخل حقيبة المتهم(و.أ)، كمية معتبرة من المخدرات الصلبة قدر وزنها بـ 870 غراما.
بسماع المتهم (و.أ) اعترف بأنه كان ينقل الكوكايين و أنه يمارس التجارة و يملك محل مواد غذائية بدائرة مرسى بن مهيدي في ولاية تلمسان، بالإضافة إلى تهريب مادة الوقود و التبغ إلى المغرب، أين تعرف في سنة 2012 على الرعية، مضيفا بأنه سبق و أن تعامل معه في مجال الاتجار بالمخدرات الصلبة، حيث كانت أول عملية سنة 2016، حينها تكفل باستلام حوالي 200 غرام من الكوكايين منه و تسليمها بمدينة مغنية مقابل مبلغ مالي قدره 12 مليون سنتيم تحصل عليه مقابل تنفيذه لهذه المهمة.
و بشأن وقائع القضية، صرح بأنه تلقى اتصال بتاريخ 10 سبتمبر 2020 من الرعية المغربي عبر تطبيق واتساب و عرض عليه التكفل بمهمة لصالحهم مقابل مبلغ مالي فإستفسره عن تفاصيلها، فطلب منه التنقل إلى مدينة زرالدة بالجزائر العاصمة لاستلام طرد خاص به، يقوم بعدها بنقله إلى مدينة عنابة و تسليمه لشخص يدعى «زينو» الذي يسلمه مقابله مبلغ مالي قدره 800 مليون سنتيم، يقتطع منه مبلغ مالي قدره 50 مليون يحتفظ به لصالحه كمقابل لتنفيذ هذه المهمة، فقبل العرض.
كما أكد على أنه تنقل إلى مدينة زرالدة بتاريخ 13 سبتمبر على متن سيارة يستغلها صاحبها في نقل الأشخاص بتسعيرة و بطريقة غير الشرعية انطلاقا من مدينة تلمسان بتوجيهات من المدعو «هشام»، التقى بشخصين في محطة بنزین كانا بمدخل مدينة زرالدة حضرا على متن سيارة صنف « شوفرولي» سلماه كيسا بلاستیكيا بداخله طرد ثم غادرا المكان و على الفور اتصل بصديق له يدعى «عبد الله» يعمل دركيا، يعرفه بحكم أنه سبق و أن تعامل معه في مجال التهريب، حيث طلب منه التكفل بنقله إلى مدينة عنابة لاستلام مبلغ مالي خاص به و وعده بتسليمه جزء من نصيبه، فقبل عرضه و انطلقا إلى مدينة عنابة على متن مركبة المدعو عبد الله و في حدود الساعة التاسعة و النصف ليلا و بوصوله إلى محطة سيارات الأجرة في مدخل مدينة عنابة، اتصل به المدعو «زينو» الذي قدم بعدها على متن سيارة أجرة، حيث طلب منه إتباعه، فأمتثل إلى طلبه و توجهوا جمعيا إلى أحد أحياء مدينة عنابة أين أخطره بعدها بأن شخصا سيحضر إلى المكان و يتكفل بإيوائه هو و مرافقه، قبل أن يغادر المكان.
مضيفا بأنه و مرافقة بقيا في انتظار حضور الشخص، إلا أنه لم يأت، مشيرا إلى أن المدعو «زينو» قام بإغلاق هاتفه النقال، فقضى هو الليلة ببهو إحدى عمارات الحي، فيما نام مرافقه على متن سيارته الخاصة و في اليوم الموالي، توجها إلى فندق بمدينة عنابة، دلهم عليه أشخاص وجدوهم بالطريق صدفة، حيث و بمجرد أن قاما بركن السيارة و محاولة دخول الفندق، ألقي عليهما القبض من قبل عناصر الشرطة، التي ضبطت كمية المخدرات الصلبة بحوزته، مؤكدا على أن الرعية المغربي المدعو «هشام» لم يخطره بأن الطرد الذي كلف بنقله إلى مدينة عنابة، يحتوي على مخدرات صلبة و اكتفي بالتصريح بأنها أمانة، لكنه و لدى قضائه الليلة في مدينة عنابة، قام بتفقد محتوى الطرد و تأكد من أنها مخدرات «كوكايين» و لم يخطر صديقه الدركي بذلك.
كما تم سماع المكنى «زينو» و هو دركي سابق من ولاية عنابة كان يعمل في سلك حرس الحدود بولاية تلمسان، سبق له التعامل مع المتهم الرئيسي (و.أ)، فيما أنكر 3 متهمين آخرين تم توقيفهم في القضية، علاقتهم بباقي أفراد الشبكة.
حسين دريدح