كان الطريق إلى مخازن القمح بمدينة بلخير الواقعة شرقي قالمة، بلا شاحنات و جرارات، صباح الأحد، في عز حملة الحصاد التي بلغت ذروتها عبر كل الأقاليم المنتجة.
حيث أثمرت الجهود و الإجراءات التي اتخذتها ولاية قالمة هذا الموسم، و ودع السائقون و المزارعون تلك المعاناة التي استمرت سنوات طويلة، عندما كانت طوابير القمح تتكدس أمام المخازن عدة أيام قبل تفريغ الشحنة و العودة من جديد إلى حقول القمح، حيث تنتظر الحاصدات عربة تفرغ فيها صندوقها المتشبع.
و في تحول غير متوقع، اختفت طوابير الشاحنات و الجرارات على طول الطرقات و المنافذ المؤدية إلى كل مخازن الولاية تقريبا و اختفت معها تلك الفوضى و ذلك الغضب و الاحتجاج و لم نعثر على أي مركبة على طول الطريق المؤدي إلى المخازن الرئيسية بمدينة بلخير، عندما وصلنا إلى هناك قبل منتصف النهار و لم نجد إلا شاحنات قليلة أفرغت شحنتها و بقيت تنتظر وصولات الميزان و بطاقة استلام المحصول.
و يعود انفراج الأزمة التي عمرت طويلا أمام مخازن القمح بقالمة، إلى فتح نقاط تجميع جديدة عبر مختلف مناطق الولاية و تفعيل مخطط التحويل إلى الولايات المجاورة، بواسطة تعداد كبير من الشاحنات التي تعمل على مدار الساعة، للحيلولة دون تشبع مواقع التجميع و تعطل عمليات تفريغ الشحنات القادمة من مواقع الحصاد.
و قال عمار حديدي، رئيس الغرفة الفلاحية بقالمة للنصر، بأن منتجي القمح و سائقي الشاحنات و الجرارات يشعرون بالارتياح لسير موسم الحصاد الحالي، خلافا للسنوات الماضية عندما كانت تشتد الأزمة و تبلغ ذروتها بداية من منتصف شهر جوان من كل صيف.
و أضاف المتحدث، بأنه تم تجميع أكثر من 800 ألف قنطار من القمح بمخازن الولاية لحد الآن، دون حدوث أي خلل بمواقع التجميع و أن كميات هامة من المحصول قد حولت إلى الولايات المجاورة التي تتوفر على إمكانات تخزين كبيرة، مؤكدا على أن المشرفين على حملة الحصاد بقالمة، يتابعون سير العملية على مدار الساعة و كلما وقعت مشكلة مؤقتة بمخزن من المخازن أو نقاط التجميع المؤقتة، يتم التدخل بسرعة حتى لا تتكدس العربات الناقلة للمحصول.
فريد.غ