سخرت مصالح أمن ولاية عنابة، جميع مصالحها التقنية المختصة في التحقيقات العلمية و المخبرية، للكشف عن الأسباب الحقيقية وراء الحريق المهول الذي اندلاع، فجر الخميس الماضي، بالطابق الأول لديوان والي الولاية و الذي أتى على جميع المكاتب الواقعة مقابل الطريق الرئيسي، حيث قام مختصون من المعهد الجهوي للشرطة العملية برفع جميع العينات و البصمات و التي كانت بموقع الحريق، إلى جانب تتبع شبكة الطاقة و الغاز و أنظمة الاتصالات الموجودة في الديون، بهدف التوصل إلى السبب الحقيقي لنشوب الحريق.
كما قام محققون من المصلحة الولائية للشرطة القضائية، حسب مصدر عليم، باستجواب أعوان الأمن المكلفين بالمناوبة و كذا العمال المهنيين المكلفون بالصيانة و كذا تقنيين، كما عمل المحققون أيضا على استغلال كاميرات المراقبة و الحماية، الموجودة على مستوى كامل أجنحة ديوان والي الولاية و المكاتب المجاورة و كذا قاعات الاجتماعات و الاستقبال و كانت أكثر المكاتب المتضررة من الحريق، أمانة الوالي و مكتب مسؤول التشريفات، حيث أتت ألسنة اللهب على جميع محتوياتها من أثاث و سجلات.
هذا و قد عرف محيط مقر ولاية عنابة، صبيحة أمس الجمعة، تعزيز أمني و تواجد مكثف لعناصر الشرطة، لاستكمال القيام بالتحقيقات و مرافقة إزالة مخلفات الحريق و تنظيف المكان، خاصة و أن مقر ولاية عنابة يقع في قلب وسط المدينة و بشارع حيوي مؤدي إلى البريد المركزي و ساحة الثورة و مصالح إدارية و مديريات مختلفة، حيث يعرف الطريق المحاذي حركة مرور كبيرة.
و قد أصدر ديوان والي ولاية عنابة، أول أمس، بيانا يوضح ملابسات الحريق الذي وقع حوالي الساعة الرابعة و النصف صباحا و تسبب في احتراق مكاتب على مستوى الديوان، دون تسجيل أي خسائر بشرية، حيث أشار البيان إلى التمكن من إخماد الحريق حوالي الساعة الخامسة و الربع صباحا، بعدها باشرت مصالح الأمن المختصة التحقيقات للتعرف على ملابسات الحادث. و أكد ديوان الوالي على أن هذا الحادث لن يؤثر على السير العادي للمرفق العام و كذا استقبال المواطنين.
من جهتها مصالح الحماية المدنية، أكدت على أنها تدخلت لإخماد الحريق في حدود الساعة الخامسة و7 دقائق صباحا و بعد عملية التعرف، تبين أن الحريق مس مكاتب على مستوى الطابق الأول لديوان الوالي، تم التركيز في البداية على الإخماد و منعه من الانتشار و الوصول إلى مكتب الوالي المحاذي و هو ما تم بنجاح و التحكم فيه و السيطرة على ألسنة اللهب في جناح واحد فقط و منعه من الانتقال إلى الأجنحة الأخرى.
و ذكرت مصالح الحماية المدنية، أن الحريق تمت السيطرة عليه و إخماده نهائيا في حدود الساعة الخامسة و57 دقيقة مع مواصلة عملية التقليب و الحراسة، مع تسجيل خسائر مادية فقط على مستوى الطابق الطابق الأول من مقر ديوان والي الولاية.
و تم استخدام 7 شاحنات إخماد الحرائق و 3 سيارات ربط بمتابعة 19 فردا بين ضباط و أعوان إطفاء و بمتابعة من المدير الولائي الذي كان حاضرا في عملية الإخماد.
و استنادا لسكان مجاورين لمقر الولاية، سمعوا في بداية الحريق دوي انفجار، تبعه انتشار سريع لألسنة اللهب و تصاعد دخان كثيف جراء احتراق الستائر و المكاتب و كذا الأوراق و السجلات التي كانت في المكاتب.
فيما تدخلت وحدات الحماية المدنية، أول أمس، لإخماد حريق بالمنطقة الغابية الملاصقة لحي الريم غرب وسط مدينة عنابة، حيث انتشر الحريق بالأحراش و الأعشاب الجافة، أشجار كاليتوس و حسب ذات المصالح، فإن الحريق انتشر بـ 3 مواقد، حيث قامت فرق الإطفاء بإخماد الحريق في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا و 20 دقيقة، مع بقاء الحراسة الأمنية، خاصة و أن الحريق كان قريبا جدا من الحي السكني، ما استدعى وضع خطة لحماية المواطنين و منع انتقال ألسنة اللهب .
حسين دريدح