قرر والي سطيف، كمال عبلة، يوم أمس، تخصيص عدد من الأماكن الجديدة خارج الهياكل الصحية، لاستقبال المزيد من الحالات المؤكدة بإصابتها بفيروس كورونا، خاصة و أن المعطيات الرقمية التي قدمتها مديرية الصحة غير مبشرة، بالنظر إلى التشبّع الحاصل في جميع المستشفيات، حيث ينتظر تخصيص العديد من الفنادق السياحية و حتى مراكز التكوين المهني، في حال تسجيل المزيد من الإصابات بهذا الفيروس وسط المواطنين.
و أكد الوالي في اجتماع مخصص لمتابعة انتشار الوباء على أهمية تشكيل خلايا يقظة في جميع المستشفيات، لضمان التزود باستمرار بمادة الأوكسجين، خوفا من حدوث أي تذبذب في طريقة التوزيع مستقبلا.
وأعلنت إدارة المؤسسة الاستشفائية العمومية لعين الكبيرة عن رفع الطاقة الاستيعابية لمرضى كورونا إلى 74 سريرا في المجموع، من خلال تخصيص أقسام جديدة.
مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه لم تبق سوى مصلحتا الولادة و طب الأطفال تشتغلان بصورة طبيعية، في حين تم تخصيص المصالح الأخرى لاستقبال مرضى كورونا و توفير الرعاية لهم حسب الإمكانات التي يتوفر عليها هذا المستشفى. من جهة أخرى أصدرت مصلحة التعليم القرآني و التكوين و الثقافة الإسلامية، التابعة لمديرية الشؤون الدينية بولاية سطيف، صبيحة أمس، مذكرة عمل أرسلتها إلى جميع المساجد و المدارس القرآنية الخاصة و الزوايا، تدعوهم فيها إلى تعليق الدراسة في كل المؤسسات الدينية، بسبب الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بفيروس
كوفيد 19.
و حسب نص المذكرة، فإن المديرية أكدت على أهمية الحفاظ على الصحة العامة و صحة طلبة المساجد و أوليائهم و أنه لن يكون ذلك إلا من خلال التعليق المؤقت للتعليم القرآني في كل المساجد
و المدارس و الزوايا.
كما دعت المديرية الأئمة إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية في المساجد أثناء أداء الصلوات الخمس، من خلال الإصرار على ارتداء المصلين الكمامات الطبية و تطبيق مبدأ التباعد الجسدي.
و في سياق متصل، أعلنت الفيدرالية الوطنية لأصحاب قاعات الحفلات، وقف إقامة الأعراس عبر جميع تراب ولاية سطيف، مع تحديد تاريخ 15 أوت القادم موعدا لدراسة آخر مستجدات الوضع الوبائي و التأكيد على ضرورة التبليغ عن المخالفين لدى الجهات الأمنية المختصة و متابعتهم قضائيا حسب ما تنص عليه القوانين.
و تستمر حاليا عملية التلقيح الواسعة في جميع الدوائر و البلديات، بعد فتح مديرية الصحة للكثير من الفضاءات الجديدة بكل البلديات تقريبا، مع تسجيل إقبال كبير من قبل المواطنين لأخذ الجرعة الأولى من اللقاح الصيني، لاسيما في المدن الكبيرة مثل: سطيف، العلمة، بوقاعة، عين الكبيرة، عين آزال و عين ولمان. و أبدت المديرية الوصية رضاها عن الأرقام و النتائج المسجلة في اليوم الأول من حملة التلقيح الواسعة، حيث أشارت مثلا إلى كون عدد الأشخاص الذين تحصلوا على اللقاح في الفضاء الجديد المفتوح بحي 1000 مسكن في مدينة سطيف هو 350 شخصا، مشيرة إلى أن الولاية ستستفيد قريبا من كمية جديدة من اللقاح الصيني.
و مازالت مستشفيات الولاية تعاني من التذبذب الحاصل في توزيع مادة الأوكسجين، حيث و بعد الذي حدث مؤخرا بالمستشفى الجامعي "سعادنة عبد النور"، جاء الدور يوم، أمس، على مستشفى السعيد عوامري ببلدية بوقاعة الشمالية، حيث ناشد الطاقم الطبي المواطنين لجلب أجهزة التنفس الاصطناعي و وضعها تحت تصرف المرضى الذين يخضعون للعلاج في مصلحة الإنعاش، نظرا للنقص الفادح المسجل في المادة الأساسية، بسبب تضاعف استهلاكها للعدد الكبير من الإصابات المسجلة منذ الأسبوع الماضي. و تكفل أحد المحسنين في مدينة العلمة، أمس الأول، باقتناء أكثر من 10 قارورات أكسجين من الحجم الكبير و وضعها تحت تصرف إدارة مستشفى "صروب الخثير" لاستغلالها لصالح الحالات المستعجلة. يأتي ذلك بعد تسجيل نقص فادح في هذه المادة الضرورية، قبل أن تصل شاحنة التوزيع من سكيكدة، في ساعة متأخرة من ليلة السبت الماضية، و قامت بملأ الخزان الجديد لهذه المؤسسة الاستشفائية العمومية بمادة الأوكسجين.
أحمد خليل