كشف والي ولاية سكيكدة، عبد القادر بن سعيد، عن تخصيص قطبين لمرضى كوفيد19 الأول بالمستشفى المرجعي الإخوة سعد قرمش بعاصمة الولاية، والثاني بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بالقل، في إجراء يهدف إلى التحكم في تسيير عملية التزويد بالأوكسجين والتكفل الأحسن بالمرضى، مشيرا إلى وجود مخزون من الأوكسجين الطبي يكفي
لـ 48 ساعة.
وأوضح الوالي في اجتماع حول الوضعية الوبائية عقد بمقر الولاية مساء الأحد، بحضور مدير الصحة وأعضاء البرلمان بغرفتيه ومتعاملين اقتصاديين، أن تخصيص قطبين لكوفيد 19 جاء بعد اتصال ومشاورات مع السلطات الولائية والمختصين في المجال بهدف تجميع المرضى في ظروف أحسن، وأيضا لتسهيل تموين المستشفيات المرجعية بالأوكسجين و ربح الوقت، لا سيما وأن عملية نقل هذه المادة الحيوية تتم في صهاريج وغالبا ما تستغرق مدة زمنية طويلة في حين لا يمكن أن تتأخر عن المريض ولو ثانية.
وأضاف الوالي أن مصالح الولاية بمعية مديرية الصحة تعمل على ضوء معطيات موجودة ومتعارف عليها، لأن مادة الأوكسجين أصبحت مطلوبة أكثر ولهذا الغرض تم عقد اجتماع مع مدراء المؤسسات الاستشفائية لحصر وتحيين قائمة الاحتياجات من أجل تنظيم عملية التموين، مشيرا إلى أن الحاجيات اليومية للمستشفيات بالولاية تقدر بـ 7 آلاف لتر يوميا، بينها مستشفى سعد قرمش بعاصمة الولاية بـ 4 آلاف لتر، و 3 آلاف لتر مناصفة بين المؤسستين الاستشفائيتين بالقل و عزابة.
وفي سياق حديثه عن تحويل مرضى من مستشفى القل إلى سكيكدة بسبب نقص الأوكسجين، حيا الوالي الطاقم الطبي لمستشفى سعد قرمش على تحليه بالمهنية وتخليه عن الأنانية من منطلق أن المرضى ينتمون إلى نفس الولاية و من وطن واحد ولا مجال، مثلما يضيف، للاختلاف لأن الهدف واحد هو التضامن كفريق واحد مع المريض.
وأوضح المسؤول بأن العمل جار من أجل توفير الأوكسجين للقل ومضاعفة حصتها تحسبا لإعادة تحويل المرضى إلى هناك، موجها تحذيرا شديد اللهجة لمدير مستشفى سعد قرمش بخصوص تحويل أو اقتطاع حصة الأوكسجين المخصصة لمستشفى القل.
وبخصوص الانتقادات التي وجهها أعضاء من المجلس الشعبي الولائي ومطالبتهم بالتحقيق في عدم صرف الاعتمادات المخصصة لكوفيد19، أكد الوالي أن هذا الكلام لا يلزمه وبأن الذين تحدثوا عن القضية في كنف الديمقراطية أحرار في التقييم، موضحا أن الأمر يتعلق بمشروع خاص بالإجراءات المرتبطة بالصفقات العمومية، والتي شهد يوم الاثنين آخر مرحلة منها تمهيدا لاقتناء العتاد والتجهيزات الخاصة. ورُصد لهذه العملية أزيد من ملياري سنتيم من أجل اقتناء مولدين للأوكسجين بعد الاستشارة مع رئيس وأعضاء المجلس الشعبي الولائي.
وأشاد الوالي بالهبة التضامنية الواسعة من مختلف المؤسسات العمومية والمتعاملين الخواص لمساعدة المرضى، وخص بالذكر المؤسسة المينائية التي قدمت هبة تتمثل في أجهزة خاصة بالإنعاش الطبي بقيمة ملياري ونصف سنتيم، بالإضافة إلى العديد من الجمعيات من الحروش ومختلف بلديات الولاية ونواب في البرلمان أبدوا استعدادهم لتقديم المساعدة للمرضى.
وأكد الوالي أن جميع المرضى المتواجدين بالمستشفى المرجعي سعد قرمش ثبت بأنهم غير ملقحين، حسب ما أكده له رئيس المجلس الطبي بالمستشفى، بمن فيهم الوفيات التي سجلت ليلة الجمعة إلى السبت، منتقدا بشدة بعض المدونين على وسائط التواصل الاجتماعي الذين أثاروا حسبه، الهلع والفزع وسط المواطنين، في إشارة إلى الفيديو الذي تناقلته صفحات على موقع «فايسبوك» ويتضمن مشاهد لمرضى لقوا حتفهم وآخرين يصارعون الموت جراء إصابتهم بالفيروس.
وناشد الوالي، المواطنين بضرورة التلقيح لكونه الوسيلة الوحيدة لمجابهة تفشي الوباء وأيضا لتخفيف الضغط عن المستشفيات، كما حيّا الطواقم الطبية وشبه الطبية التي تعمل كما قال، في ظروف قاسية.
كمال واسطة