أمر، أمس، والي عنابة، جمال الدين بريمي، بتحويل "دار أمل حنون" المخصصة لمرضى السرطان الذين يتابعون العلاج بمركز مكافحة الداء بمستشفى ابن رشد و كذلك مبيت الشباب بسيدي إبراهيم، لاستقبال مرضى كوفيد 19 مع تجهيزهما بكافة الوسائل ومنها مكثفات الأوكسجين.
وجاء قرار الوالي، عقب ترأسه مجلسا للولاية بحضور المنتخبين، وأعضاء الهيئة التنفيذية و المصالح الأمنية ومدراء المؤسسات الاستشفائية، لتدارس تسيير الأزمة الصحية جراء الارتفاع المتسارع في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث تُسجل عنابة في الأيام الأخيرة أرقاما مرتفعة على مستوى المصالح الاستشفائية، بعدما امتلأت 4 مصالح مخصصة للمصابين بالفيروس تقدر سعتها بنحو 230 سريرا، فيما تقارب الإصابات 300 حالة، مع تشبع أسرة الإنعاش وارتفاع عدد الوفيات اليومية، ليتجاوز العدد الإجمالي للوفيات خلال أسبوع 50 حالة، بعد أن كان قبل أسابيع 10 فقط.
وأمام زيادة الإصابات التي تحتاج إلى متابعة صحية مكثفة في المستشفيات، تقرر تجهيز "دار حنون" لمرضى السرطان وكذا مبيت الشباب بسيدي براهيم، كونهما مرفقين مناسبين لاستقبال المرضى ومتابعة الفريق الطبي، و أيضا نظرا لتواجدهما غير بعيد عن المستشفيات الجامعية، وذلك للتدخل في الحالات الطارئة، كما يوجد المرفقان بمعزل عن الوسط السكاني، و يسهل الوصول إليهما في حالة تسجيل اختناق مروري، لتزويدهما بالأوكسجين. وقد افتُتح مبيت مرضى السرطان قبل أيام فقط، بعد أن جهز بالأسرة والمتطلبات الطبية، ما يسهل استقبال مرضى كوفيد، حيث شيدته الأستاذة الجامعية والمنتخبة السابقة بالمجلس الولائي السيدة "أمل حنون" وتوفيت قبل أن يدشن، إذ يحمل اسمها.
وخلال اللقاء تمت دراسة معوقات توفير مادة الأكسجين بالمستشفيات، حيث شدد بريمي، على ضرورة رفع كمية إنتاج مادة الأكسجين من قبل مركب سيدار الحجار و وحدة شركة ليند غاز، نتيجة تسجيل استهلاك كبير من قبل مرضى كوفيد 19 على مستوى 4 مصالح مخصصة لهم، مشيرا إلى تزويد ولاية عنابة بـ 2500 لتر مرة كل يومين و التي ستنتجها مؤسسة ليند غاز و ستوزع على ولايات عنابة، الطارف، سكيكدة، قالمة، و سوق أهراس، وذلك بالإضافة إلى الإنتاج المحلي، في انتظار الحصول على كميات إضافية لمواجهة الأزمة.
وفي نفس السياق يعمل مركب الحجار بكامل طاقته لتوفير مادة الأوكسجين الطبي على حساب سلسلة الإنتاج، مع إصلاح الأعطاب الكهربائية لضمان إنتاج الأوكسجين، بعد الحادث الذي سجل قبل أسبوع على مستوى محطة توليد الطاقة بالمركب، حيث تم رفع قدرات الإنتاج إلى 8000 لتر يوميا.
وبالموازاة مع الجهود المبذولة في التكفل بمرضى كوفيد، تسير عملية التلقيح ضد كورونا بشكل جيد على مستوى جميع المراكز، حيث وقفت النصر أمس، بالمركز المرجعي المتواجد على مستوى قاعة بن فرج سليمان وسط مدينة عنابة، على تراجع الضغط الكبير الذي كان يعرفه في الأيام الماضية، خاصة في الفترة المسائية، إذ غابت مشاهد الطوابير والتدافع.
وحسب الطاقم الطبي بالمركز، فقد أصبح أغلب الوافدين للتلقيح من الفئة العمرية المتوسطة والشباب، مع زيادة الوعي بضرورة التطعيم، لتجنب مضاعفات الإصابة بالفيروس المتحور، خاصة مع تسجيل وفيات وسط الشباب، وكذا إصابة الأطفال الصغار بالعدوى و تحويلهم إلى المصالح الاستشفائية المتخصصة.
وذكر مدير الصحة والسكان لولاية عنابة، أن اللقاح ضد فيروس كورونا متوفر في جميع مراكز التلقيح الموزعة عبر كامل تراب الولاية، مع رفع العدد إلى 70 نقطة، مؤكدا أنه لا يوجد أي مشكل بخصوص الندرة، كما أشار إلى هناك توقعات بالوصول لنسبة تطعيم بـ 70 إلى غاية شهر ديسمبر بالنظر إلى الوتيرة الجيدة للإقبال على العملية. حسين دريدح