شهد حي عبد المجيد لزرق بالمدينة القديمة بسكيكدة، أول أمس، انهيارات خطيرة لبنايات قديمة، حيث مست أجزاء واسعة من الأسقف والجدران في منازل هشة، وكادت تحدث كارثة لتزامنها و تواجد أفراد العائلات المتضررة خارج المنزل، إذ لم تسجل خسائر في الأرواح.
و تضررت ثلاث غرف و مطبخان وجدران و أسقف، مع تحطم أثاث و أواني كهرومنزلية، في وقت سارعت الحماية المدنية و الشرطة و مصالح البلدية والدائرة لعين المكان، لمعاينة الوضع و تخفيف وطأة الحادثة على العائلات التي وجدت نفسها دون مأوى.
النصر زارت موقع الانهيار الأول الكائن في بناية تضم سبع عائلات بـ 13 نهج عبد المجيد لزرق، حيث أكد ممثل عن السكان أن الانهيار وقع في حدود الخامسة والنصف من مساء أول أمس، على مستوى سطح مطبخ بمنزل إحدى العائلات، ولحسن الحظ كان أفراد الأسرة خارج المنزل كما أن موقع السقوط الذي يطل على فناء ومدخل العمارة و يتخذه عادة الأطفال كفضاء للعب، كان خال من الحركة و إلا لوقعت كارثة كبيرة، حسب ممثل السكان.
وأضاف المتحدث أن السكان سبق وأن قاموا برفع الانشغال للسلطات المحلية بكون البناية هشة وتشكل خطرا على قاطنيها، خاصة وأن انهيارات مماثلة سبق وأن وقعت في الطابق العلوي أو كما يسمونه «السطح»، جراء التسربات، لكن، حسبه، لم تقم الجهات المعنية باتخاذ أي إجراءات ملموسة لترحيل العائلات و تكتفي بالحضور لمعاينة حجم الضرر و إعداد تقرير في الحادثة، مع وضع ركائز وأعمدة سند في الأجزاء المتضررة من العمارة.
وحذر السكان من حدوث انهيارات مماثلة في حال بقاء الوضع على حاله، وذلك حسبهم، مثلما حدث قبل ثلاث سنوات في حي كوليزي أين توفيت امرأة حامل جراء انهيار منزل.وفي الموقع الثاني من النهج المذكور، وبالتحديد العمارة رقم 19، لاحظنا أن حجم الانهيار كان أكثر و أخطر من الأول، لأنه مس غرفتين واحدة في الطابق الأول أين وجدنا نصف السطح قد سقط، و البقية يعلى وشد الانهيار.
وعند محاولتنا الاقتراب من موقع الجزء المنهار لالتقاط صور، قام أفراد الأسرة بتحذيرنا بعدم المغامرة خشية سقوط ما تبقى من أرضية الغرفة وأكد لنا صاحب المنزل أن أفراد أسرته كانوا يعيشون طيلة سنوات في خوف دائم من الانهيار، ولما وقع هذا الحادث زاد قلقهم أكثر لأن الوضع يوصف مثلما قال، بالخطير فالمنزل في حالة كارثية وأصبح غير صالح للسكن ولا بد من الانتقال إلى سكن آمن، حسب محدثنا الذي أضاف أن السلطات المحلية والدائرة على علم بوضعية المنزل منذ سنوات وتمت معاينته في أكثر من مرة.
و لدى تنقلنا إلى الطابق الأرضي بنفس العمارة، تفاجأنا بأن حجم الأضرار كان أكثر لدرجة تجعل الزائر يعتقد بأن المكان تعرض إلى قذيفة بفعل ركام وحطام البناية المنهارة وكذا منظر الأواني الكهرومنزلية المبعثرة و الأثاث المحطم والغبار المتطاير، حيث وجدنا أصحاب المنزل في حالة نفسية سيئة بعد أن وجدوا نفسهم بين عشية وضحاها دون مأوى. وأكدت ربة البيت أن الانهيار وقع فور خروجها من الغرفة وقالت إنها نجت بأعجوبة فيما سارعت بقية العائلات إلى إخلاء المنازل و الفرار خوفا من سقوط مساكنها.
وقبل مغادرتنا المكان ألح علينا أحد السكان بالتنقل خلف العمارة لمشاهدة وضعية البناية من هناك، حيث يعود تاريخ إنجازها حسب ما ذكره لنا إلى سنة 1926 وقد وجدنا حالتها مزرية بفعل التسربات التي تسببت في تعرية الجدران التي تبدو هشة، ما يجعلها غير صالحة للسكن حسب محدثنا.
و ذكرت لنا ربة بيت، أنها ومنذ وقوع الانهيار وجدت نفسها رفقة أفراد عائلتها مشردين، خاصة وأن المنزل الذي كان يأويهم أصبح غير صالح للسكن، حيث يعتمدون على الوجبات الباردة من المحلات ويتوجهون للمراحيض العمومية في ساحة الحرية، فيما يزداد الوضع تعقيدا لا سيما وأن الدخول المدرسي على الأبواب. و ناشدت محدثتنا، مصالح الولاية بالتدخل لترحيلهم إلى سكنات آمنة و انتشالهم من حالة البوس والتشرد، حسب وصفها.
و قامت السلطات المحلية ممثلة في مصالح الدائرة بمعاينة الوضع رفقة الحماية المدنية و الشرطة، بغية إعداد تقرير و إرساله لمصالح الولاية، كما علمنا من العائلات المتضررة أن الهيئة التقنية لمراقبة البنايات وعدتهم بالمجيء لمعاينة المنازل المتضررةخلال هذه الأيام.
كمال واسطة