قفزت أسعار اللحوم البيضاء و منها الدجاج، إلى مستويات قياسية، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 440 دج بأسواق مدينة عنابة و ضواحيها، أمس، و استطلعت النصر بالسوق المغطى في وسط المدينة، الأسعار وسط تراجع الإقبال من قبل المواطنين بسبب الغلاء، خاصة و أن الدجاج من اللحوم البيضاء الأكثر استهلاكا و استخداما في المطبخ و كذا المطاعم، لانخفاض سعره مقارنة باللحوم الحمراء.
و وقفت النصر " بمرشي الحوت"، أكبر فضاء عمومي للتسوق بعنابة، على الأسعار المرتفعة المتداولة للحوم البيضاء، حيث تراوح سعر الدجاج ما بين 430 و 450 دج للكيلوغرام و استقر في منتصف النهار عند 440 دج، أما سعر كيلوغرام الديك الرومي، فقد وصل إلى 600 دج، فيما وصل سعر شرائح لحم الدجاج دون عظم إلى 870 دج.
و أرجع أصحاب القصابات ارتفاع الأسعار في تصريحهم للنصر، إلى تراجع الإنتاج بشكل كبير، مع الخسائر التي لحقت بالمربين جراء الحرائق خاصة بالمناطق المشهورة بتربية الدواجن في عنابة، حيث تعرض عدد كبير من اسطبلات التربية إلى الحرق ببلديتي العلمة و الشرفة، أين ينشط العشرات من المربين في شعبة الدواجن.
و استنادا لأصحاب القصابات بالسوق المغطى، فقد بدأ سعر الدجاج في الارتفاع بعد أسبوع من اندلاع الحرائق، حيث كان يتراوح ما بين 300 و 330 دج للكيلوغرام، ليقفز في ظرف وجيز إلى أزيد من 400 دج و استقر في هذا المستوى لمدة شهر تقريبا، بالإضافة إلى زيادة الطلب و الاستهلاك الكبير للدجاج في فصل الصيف خاصة بالمدن الساحلية التي يتوافد عليها المصطافون و كذا خلال المناسبات مثل الأفراح.
من جهتهم أرجع مُربو دواجن سبب ارتفاع الأسعار، حسب ما كشفه عمي محسن و هو مربي دواجن في منطقة برحال، إلى الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة في فترة اندلاع الحرائق، حيث سجلت حسبه أجهزة قياس الحرارة داخل المداجن، 54 درجة، لم تكن ملائمة بالنسبة للدواجن الجاهزة للاستهلاك، ما أسفر عن نفوق أعداد هائلة في الإسطبلات التقليدية التي لا تحتوي على نظام مركزي للتبريد و التهوية، حيث لحقت حسبهم بالمربين خسائر فادحة .
كما تعرف هذه الفترة، حسب مصدرنا، تقلص عدد المربين في فصل الصيف بالولايات الداخلية التي تمتاز بارتفاع كبير في درجة الحرارة، حيث يفضل المربون بها عدم المغامرة في تربية الدواجن، لعدم مقاومة الدجاج الموجه للأكل ارتفاع درجة الحرارة، ما يكلف البعض أحيانا موت مئات الطيور يوميا، خاصة الجاهزة للتسويق أو القريبة من مرحلة البلوغ من جهة ثانية، باستثناء المزارع الحديثة المجهزة بأنظمة ضخمة للتبريد و التهوية.
و أضاف المصدر، بأنه و إلى جانب العوامل الطبيعية التي ألحقت أضرارا بالمهنيين، فهناك مشاكل أخرى تعاني منها الشعبة خاصة صغار المربين، نتيجة لعدم استقرار الأسعار و انهيارها إلى مستويات أدنى في الكثير من الأحيان، بما لا يغطي تكاليف تربية الدجاج، هذا من جهة و كذا غلاء أسعار الأعلاف التي عرفت ارتفاعا قياسيا تجاوز 5 آلاف دج للقنطار، مما أدى إلى توقف مربي الدواجن عن ممارسة هذا النشاط و وقوع خلل في ميزان العرض بالسوق في عدة مناسبات، نتيجة للفوضى التي تعيشها هذه الشعبة حسب المربين .
و يرى الفاعلون في نشاط تربية الدواجن، أن استقرار أسعار اللحوم البيضاء في مستوى مقبول، يخدم المربين و المستهلك، مرتبط بجعل إنتاج الأعلاف في الجزائر و تسقيف السعر في مستوى معين، يحمي المربي من الخسارة و يلبي احتياجات السعر، ما يمنع ارتفاع السعر ليصل إلى مستوى قياسي.
من جهة أخرى، يستغل مربون و تجار اللحوم البيضاء، حسب بياطرة، فترة ارتفاع سعر الدجاج لتسويقه و هو غير صالح للاستهلاك، بسبب الأدوية التي تقدم لها كمضادات لعديد الأمراض، تُوصف لاستخدامها في مدة زمنية محدودة، لا يسمح بيع الدجاج خلالها إلا بعد مرور أيام و تتراوح المدة ما بين أسبوع إلى أسبوعين.
و ينصح البياطرة، المواطنين، بعدم شراء الدواجن من خارج المقصبات و تفادي تناولها دون مرورها على الطبيب البيطري، لأنها تسبب أمراضا و منها الإسهال.
حسين دريدح