بدأت جامعة 8 ماي 1945 بقالمة، برنامجا للتواصل مع القطاعات الوزارية المحلية، القادرة على استقطاب الخريجين، و إتاحة فرص العمل أمامهم، سواء من خلال التوظيف المباشر أو من خلال الابتكار و المبادرات الاستثمارية الحرة.
و يقود البرنامج مركز المسارات المهنية وقطب الابتكار والشغل «بول برو» الذي يعمل على مساعدة الخريجين، و تدريبهم على إيجاد فرص العمل، و التواصل مع القطاعات ذات الصلة بالشغل و الاستثمار، كالبناء و الأشغال العمومية و الزراعة و الغابات، و الموارد المائية و الصناعة، و غيرها من المجالات الأخرى القادرة على إتاحة الفرص للخريجين الراغبين في خوض التجارب الحرة، و مواجهة شبح البطالة بعد التخرج.
و يرتكز البرنامج الذي انطلق تحت شعار «مؤسسة – جامعة « على الاكتشاف و التعريف بالمهن الجديدة لدى القطاعات الاقتصادية المحلية، و حث الطلبة على التكيف مع تطورات سوق العمل و الاستثمار، و التوجه إلى التخصصات الملائمة للواقع الاقتصادي و الاجتماعي الجديد، لزيادة حظوظ العثور على فرص عمل بعد التخرج، حتى لا يكون مصيرهم البطالة و الضياع بعد سنوات طويلة من الدراسة و التكوين.
و كانت بداية البرنامج مع محافظة الغابات بقالمة، التي قدمت ما لديها من مهن و فرص عمل و استثمار بقطاع الغابات، الذي يتوفر على مهن كثيرة و فرص لإنشاء مؤسسات مصغرة مربحة، في مجال التحويل و الإنتاج النباتي، و صناعة الفلين و الزيوت النباتية، و غيرها من المجالات التي يتوفر عليها القطاع.
و يمكن للخريجين في مختلف التخصصات إنشاء مؤسسات مصغرة متخصصة في قطاع الغابات، الذي يشمل أيضا البيئة و الموارد المائية و صناعة التحول و الأشغال العمومية، و الصيدلة بعد دراسة السوق المحلية و الوطنية، و مدى قدرتها على توفير عوامل النجاح و استمرار النشاط، حتى لا يكون مصير هذه المؤسسات الفشل، كما حدث للكثير من المؤسسات المصغرة التي وجدت نفسها امام واقع صعب أوقفها في بداية الطريق.
و يتوفر قطاع الغابات بقالمة على عدة فرص للمبادرات الحرة المربحة، كإنشاء المشاتل الاقتصادية، و مؤسسات مصغرة للتشجير و الأشغال الحراجية، و تهيئة المنابع المائية، و شق المسالك الغابية، الخنادق المضادة للحرائق، و جني الفلين و تحويله، و صناعة العطور و الزيوت النباتية، و صناعة الخشب و الفحم الخشبي، و غيرها من النشاطات التي تعتمد على قطاع الغابات، و تحصل منه على المادة الأولية، لكن هذا القطاع الحيوي ظل مغيبا بالوسط الجامعي الذي عاني سنوات طويلة من الانغلاق على الذات و التكوين النظري، و التخصصات الكلاسيكية غير الملائمة لتطور سوق العمل و الاقتصاد الوطني .
فريد.غ