سلّطت، عشية أمس، هيئة محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة 10 سنوات سجنا ومليون دينار غرامة مالية في حق كل من المتهمين (ج.م) 36 سنة و(ش.ع.ك) 45 سنة، بعد متابعتهما عن جنايتي تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لارتكاب جنايات السرقة والسرقة المقترنة بظروف الليل و التعدد و الكسر و استحضار مركبة ذات محرك، مع إلزامهما بتعويض الضحايا المقدر عددهم بـ24 ضحية بمبلغ مالي تجاوز 1 مليار سنتيم بسبب الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بهم، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 15 سنة سجنا نافذا.
القضية ترجع لسنة 2017 و 2018، عندما تلقت مصالح الأمن بعديد الولايات الشرقية للوطن، شكاوى عديدة تخص تعرض مركبات مختلفة للسرقة من طرف مجهولين، لتنطلق تحقيقات موسعة في القضية و التي انتهت بتلقي مصالح الأمن بأم البواقي، لمكالمة هاتفية في حدود الثالثة صباحا من طرف مواطن، كشف عن تعرض مركبته من نوع «شيفرولي آفيو» لمحاولة السرقة، بعد قيام شابين بكسر الزجاج الخلفي لها و شروعهم في التحضير لتشغيل محركها، لتنطلق عناصر الشرطة في دورية جابت فيها نطاق اختصاص المدينة الجديدة ماكومداس2 بمدينة أم البواقي، أين انتهت بتوقيف عنصر خطير ضمن العصابة ويتعلق الأمر بالمدعو (س.ع) المنحدر من تبسة و الذي تمت محاكمته في دورة سابقة و عوقب بـ 15 سنة سجنا.
و خلال التحقيق مع المتهم، كشف عن عناصر الشبكة و كيفية عملهم و المهام الموكلة لكل واحد منهم و من بينهم المتهمان في القضية، إلى جانب شقيقين للمتهم الأول تمت محاكمتهما سابقا.
التحقيقات الأمنية كشفت عن تورط عناصر الشبكة في عمليات سطو نفذت بمدن و ولايات مختلفة على غرار لعوينات و مرسط و تبسة بولاية تبسة و عين البيضاء وسيقوس بأم البواقي والمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة والقرارم بميلة وبجاية وغيرها، كما اتضح بأن اللصوص ينفذون عمليات سطو بعد ترصد ضحاياهم وانتقاء مركباتهم، أين يتم في كل مرة استهداف مركبات من أصناف «دسيا» و»ستيبواي» و»سامبول» و»شيفرولي آفيو وسبارك»، كما أن جل علميات السطو حصلت في الفترة الزمنية المحصورة بين الثانية والسادسة صباحا، أين يقوم عناصر الشبكة بتكسير الزجاج الخلفي للمركبة والقيام بتركيب ذاكرة جديدة وقيادتها بطريقة عادية، ليتم التوجه بها صوب ورشة خاصة بتغيير لوحات ترقيمها من طرف حرفي متورط ضمن الشبكة، والذي يغير لوحات الترقيم دون الاستناد للبطاقات الرمادية، ويأتي بعدها الدور على عدد من تجار قطع الغيار المستعملة بكل من عين مليلة و الباردة بولاية عنابة، والذين اتضح بأنهم يشترطون نوعا معينا من المركبات، ليتوجهوا بها صوب مستودعات خاصة بالتفكيك، بعد قيامهم بشراء السيارة المسروقة الواحدة بمبالغ تتفاوت بين 16 إلى 30 مليون سنتيم و كشفت التحقيقات وجود بصمات أحد المتهمين على سيارة حاولوا سرقتها بعد تكسير زجاجها بالقرارم في ميلة.
المتهم الأول اعترف بالجرم المنسوب إليه، مشيرا إلى أنه متورط رفقة شقيقيه في سرقة 8 سيارات بمناطق مختلفة من ولايات الشرق، أما المتهم الثاني فأنكر الجرم المنسوب إليه واتضح بأنه مسبوق قضائيا في أزيد من 5 قضايا بينها قضايا التزوير وإخفاء أشياء مسروقة، كما أن المتهمان تبين بأنهما كانا في حالة فرار وأدينا عند محاكمة عناصر الشبكة في جلسة سابقة غيابيا بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا و هو الحكم الذي تمت معارضته من طرفهما، ليدانا بالحكم السابق.
أحمد ذيب