تواجه مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات المنزلية الحضرية الصلبة بولاية الطارف، ضائقة مالية تهدد حسب المدير، بتسريح عشرات العمال، جراء تراكم المستحقات المالية العالقة لدى الغير و تزايد الأعباء أمام المهام الموكلة للمؤسسة في الاعتناء بنظافة المحيط و رسكلة النفايات.
واستعجل سليم نواصر، في تصريح للنصر، تدخل السلطات المحلية بتخصيص إعانات مالية و مخطط أعباء لمساعدة المؤسسة على تجاوز هذه الأزمة الحرجة، و من ثمة إنقاذها، حسبه، من الانهيار والحفاظ على مناصب الشغل بتجنب اللجوء إلى تسريح العمال البالغ تعدادهم 138.
وأشار المتحدث إلى المهام الملقاة على عاتق المؤسسة والجهود التي تبذلها في الميدان في الاعتناء بنظافة المحيط والشواطئ والمساحات الخضراء و كذلك رسكلة النفايات، رغم قلة الإمكانيات والوسائل واللجوء في كل مرة إلى استئجار عتاد الخواص بالنظر لكثرة النشاطات التي تتطلب آليات ضخمة.
و يضيف المدير أن هذا الوضع أثقل كاهل المؤسسة، و قد زاده تأزّما، تأخر كبرى البلديات الحضرية والساحلية في تسديد ما عليها من ديون تخص معالجة نفاياتها، بحيث تجاوزت قيمتها 22 مليار سنتيم، وهو مبلغ يقول نواصر إنه كان من شأنه التخفيف من حدة الأزمة والضائقة المالية التي تعاني منها المؤسسة، مؤكدا أنه يتم في كل مرة الاستنجاد بطلب تدخل الوالي و توجيه الأخير مراسلات للبلديات المعنية بالإسراع في تسديد الديون ومعالجة الملف، إلا أن عملية صرف هذه المستحقات تتم بوتيرة ضعيفة جدا.
و قال المسؤول إن المؤسسة باتت تواجه مصيرا مجهولا، خاصة بسبب تقلص مخطط الأعباء، و هي المشكلة التي أكد أن مصالحه تعمل على التعاطي الإيجابي معها رغم الظروف المالية التي تعرفها البلديات و المؤسسات الأخرى، وذلك بربط عدة اتصالات مع مختلف الهيئات في مسعى للظفر باتفاقيات و صفقات يمكنها أن تسهم في تحقيق توازن المؤسسة و الحفاظ على استقرارها المالي، تجنبا للجوء إلى تقليص عدد العمال و الإبقاء على الحد الأدنى من النشاط.
من جهة أخرى، أبدى المتحدث قلقه إزاء مشكلة تشبع أحواض النفايات بكل من الطارف، زريزر و الذرعان، هذه الأخيرة التي يتم على مستواها، طرح نفايات 9 بلديات بالجهة الغربية ذات الكثافة السكانية الهائلة، إضافة إلى وجود حوضين للنفايات على وشك التشبع كذلك بكل من بلديتي رمل السوق و بوثلجة، مما يتطلب التفكير في إنشاء أحواض جديدة في أقرب وقت و رفع التجميد عن بعض المشاريع، ومنها مركز بوحجار للتكفل بمعالجة النفايات المنزلية التي تتم حاليا عملية فرزها عبر 5 مراكز بطاقة 280 طنا يوميا.
علاوة على ذلك، أبرمت مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني اتفاقيات مع 5 شركات مصغرة لاسترجاع و رسكلة النفايات المنزلية في مجالات البلاستيك بأنواعه، الورق، "الكرتون"، الحديد و الألمنيوم، و هذا في إطار تثمين الاقتصاد الأخضر بجعل هذا القطاع أداة خلاقة للثروة ولمناصب الشغل ومحافظة على البيئة والمحيط. نوري.ح