قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق 4 تونسيين، في قضية التهريب الدولي للمخدرات القادمة من المغرب، داخل أمعائهم، فيما يتواجد 5 آخرون في حالة فرار.
والتمس ممثل الحق العام في حق المتهمين عقوبة المؤبد عن جناية القيام بطريقة غير مشروعة بحيازة والحصول والشراء قصد البيع وتخزين وتوزيع ونقل عن طريق العبور مخدرات، في إطار جماعة إجرامية منظمة ، وجناية القيام بطريقة غير مشروعة باستيراد وتصدير المخدرات، لتوصيلها إلى دولة تونس عن طريق التراب الوطني. وتعود وقائع القضية إلى شهر فيفري 2020 عندما تلقت مصالح الأمن المختصة معلومات مؤكدة تفيد بوجود شبكة إجرامية منظمة اتخذت من مدينة عنابة كمنطقة عبور للمخدرات التي يتم جلبها من المغرب عن طريق أشخاص من جنسية تونسية.
وبعد عمل استخباراتي، تم التوصل إلى مكان تواجد أفراد الشبكة بأحد المراقد الواقعة وسط المدينة، و بالتنقل إلى المكان تم العثور على أربعة أشخاص من جنسية تونسية كانوا بصدد تناول وجبة العشاء ويتعلق الأمر بكل من (ل.م) و (ح.خ)، (ب.م) و(ل.م أ) و الذين بدت علامات الارتباك عليهم.
وبعد عملية التفتيش الدقيق للغرفة تم ضبط كبسولة بيضاوية الشكل تحتوي على القنب الهندي مغلقة بإحكام بواسطة شريط لاصق، ثم حجز 20 كبسولة و إناء متوسط الحجم موضوع أرضا به كمية من المخدرات تقدر بـ 25 كبسولة أخرى.كما عُثر بسقف الغرفة على كيسين مخفيين بإحكام يحتويان على كمية من المخدرات من نفس الكبسولات، ليبلغ الوزن الإجمالي للمخدرات المحجوزة 1 كيلوغرام و 250 غراما بعدد 217 كبسولة ونصف، إضافة إلى قارورتين لدواء مطهر ومشط من دواء «ليكسينا 25 ملغ» الخاص بالإسهال.
واعترف المتهم (ح.خ) أثناء التحقيق بابتلاع كبسولات عند تواجده بالمرقد، ليقوم بطرحها بمرحاض مصالح الشرطة وقد قدرت بـ 13 كبسولة، كما أقرّ بامتلاك المخدرات و أكد دخوله للجزائر لثالث مرة رفقة المسمى»ل. أ» ، لغرض مشاهدة مباراة كرة القدم التي جمعت فريقا الترجي الرياضي التونسي وشبيبة القبائل، أين أقام الليلة الأولى بفندق بعنابة، ثم توجه في اليوم الموالي مع صديقه نحو مدينة الجزائر العاصمة، و شاهدا المباراة قبل أن يعودا لنفس الفندق بالعاصمة، ليسلكا طريق العودة نحو مدينة عنابة، أين رافقهم المتهمون السابقون، إضافة إلى مجموعة أخرى من التونسيين.
وأضاف المتهم (ح.خ) بأن الموقوفين معه استأجروا غرفة بالطابق الأرضي، في حين أن البقية كانت في غرفة محاذية لهم، مصرحا أنه علم أثناء صعوده لغرفتهم بأنهم بصدد تمرير المخدرات نحو تونس، بعد أن تم جلبها من المغرب بابتلاعها داخل أمعائهم، ليستغل حسبه، غفلة السالفين الذكر ويسرق منهم 23 كبسولة مخدرات.
وتابع (ح.خ) بأن مجموعة التونسيين مكونة من ستة أشخاص غادروا المرقد في حدود الساعة الثانية بعد الزوال قبل مداهمة مصالح الأمن، حيث تمكنوا من الإفلات. و لدى استجواب المتهمين أمام قاضي محكمة الجنايات اعترفوا بالتهم الموجهة إليهم، وقالوا بأنهم مناصرون لفريق الترجي التونسي، وقد تم استغلالهم من قبل أفراد شبكة دولية بتونس لتمرير المخدرات وإدخالها من المغرب إلى الجزائر عبر ابتلاعها.
حسين دريدح