أصدرت، عشية أمس الأول، السلطات الولائية بأم البواقي قرارا يتضمن تعديل خريطة المناطق الحمراء لأول مرة منذ 14 سنة، الأمر الذي من شأنه أن يسمح لفلاحي عديد المناطق بالولاية من ممارسة أنشطتهم بكل أريحية في ظل توفر المورد المائي، ويهدف القرار الجديد لحماية الطبقة الجوفية كما ونوعا، خاصة وأنه لا يزال يستثني الجيوب المزودة للمواطنين بالماء الشروب من الحفر والتنقيب.
القرار الذي اطلعت النصر على نسخة منه يحمل رقم 247 ومحرر بتاريخ 31 جانفي من السنة الجارية، حيث يتضمن تعديل القرار رقم 2471 الصادر بتاريخ الثامن من شهر جويلية من سنة 2008 والخاص بإنشاء محيطات حماية طبقات الموارد المائية الجوفية عبر ولاية أم البواقي. ويشير القرار في مادته الأولى إلى تعديل محيطات حماية طبقات الموارد المائية الجوفية عبر الولاية وفق إحداثيات كيلومترية مضبوطة بكل بلدية، أما في المادة الثانية فتم التأكيد على أنه يُمنع أي ترخيص لإنجاز منشآت الموارد المائية من أنقاب وآبار داخل محيطات الحماية، فيما استثنت المادة الثالثة الطلبات المقدمة لغرض تنمية أو تعميق أو استبدال منشآت الموارد المائية والمرخصة مسبقا بقرار ولائي. كما تم استثناء الطلبات الخاصة بالمستثمرين والمساجد، و حددت المادة الرابعة كيفية منح التراخيص للحالات المستثناة، باشتراط تقديم الطلبات لمديرية الموارد المائية التي تأخذ رأي الهيئات المكلفة بالتقييم والتسيير المدمج للموارد المائية. ورحب فلاحو عديد المناطق بالولاية بالترخيص لهم باستغلال المياه الجوفية، وهو المصدر الأول الذي وجدوا صعوبات في الوصول إليه طيلة 14 سنة كاملة.
رئيس مصلحة تعبئة الموارد المائية بمديرية الموارد المائية بأم البواقي، معمري هشام، وفي لقائه بالنصر، أكد بأن القرار الجديد يتضمن تعديل خريطة محيطات حماية الطبقات الجوفية عبر الولاية، وأوضح أن المناطق الحمراء كانت في السابق تتربع على مساحات شاسعة، أما القرار الجديد فقلص مساحاتها بهدف تسهيل إجراءات منح تراخيص حفر واستعمال منشآت الموارد المائية من آبار وأنقاب للفلاحين لسقي محاصيلهم، وأضاف المتحدث بأن القرار الجديد تضمن إسقاط بلدية سوق نعمان من خريطة محيطات حماية الطبقات الجوفية، وهو ما سيسمح بإعادة بعث عملية حفر الأنقاب أو الآبار تشجيعا للفلاحين بها وتسهيلا لهم للاستثمار في المجال الفلاحي والنهوض بالتنمية الفلاحية.
رئيس المصلحة أوضح بأن 12 منطقة حمراء ضمن الخريطة الجديدة، تتوزع على 12 بلدية ويتعلق الأمر ببئر الشهداء وأولاد زواي وأولاد حملة وأولاد قاسم وبوغرارة السعودي وعين الزيتون وأم البواقي وفكيرينة و واد نيني والجازية ومسكيانة والضلعة. وعن ارتفاع عدد المناطق الحمراء بـ12 منطقة في القرار الجديد مقارنة بالقرار القديم الذي يضم 9، أشار المتحدث إلى أن تقليص مساحات النقاط الممنوعة من الحفر، أدى لإنشاء مناطق جديدة ممنوعة، فمثلا بعين الزيتون تمت تجزئة مساحتها إلى 5 مناطق حمراء تقتصر في الغالب على الحقول المائية الخاصة بالأنقاب العمومية الممونة للسكان بالماء الشروب، بهدف ضمان تزويدهم دون انقطاع ودون أن يؤثر عليها الترخيص بحفر آبار في المساحات المجاورة.
أحمد ذيب