أطلقت مديرية الأشغال العمومية بقالمة، مشروعا هاما لبناء طريق جديد وسط مشاتي السطحة و عين خروبة الواقعة ببلدية عين أحساينية غربي الولاية.
و ذلك في إطار برنامج واسع يستهدف المناطق النائية التي تواجه ظروفا معيشية صعبة بسبب العزلة الخانقة التي استمرت سنوات طويلة، و ساهمت في إفراغ المناطق الريفية من السكان و تحويلها إلى أقاليم مهجورة، بعد أن كانت تضم كثافة سكانية معتبر و تمد الاقتصاد المحلي بموارد متعددة كاللحوم و الزيتون و القمح و الخضر و الفواكه.
و حسب مديرية الأشغال العمومية، فإن الطريق الجديد يمتد على مسافة 4.7 كلم و يربط عين أحساينية ببلديتي بوحمدان و برج صباط، عبر طرق فرعية أخرى أنجزت في السنوات الأخيرة.
و يتوقع أن تعرف المشاتي الواقعة بين قرية عين خروبة و مرتفعات السطحة حركية تنموية و اجتماعية هامة خلال السنوات القادمة، حيث يعتزم الكثير من النازحين العودة إلى أراضيهم، و إقامة مشاريع فلاحية داعمة للاقتصاد المحلي.
و يعد الطريق الجديد أيضا منفذا حيويا للمنشآت المائية الجديدة التي تكون القناة العملاقة التي تجر مياه الشرب من سد حمام دباغ إلى مدن و قرى سهل الجنوب الكبير. و يتوقع انتهاء أشغال بناء الطريق الجديد في غضون الأشهر القليلة القادمة، حيث توشك عمليات الحفر و وضع الطبقة الأساسية على الانتهاء. و يحرص مهندسو الطرقات على متابعة المشروع الهام عن كثب لضمان الجودة و ديمومة الطريق لأطول مدة زمنية ممكنة، نظرا لوقوعه بمنطقة جبلية صعبة تتميز بكثافة التساقط و الثلوج.
و توجد بمنطقة السطحة الواقعة على الحدود المشتركة بين بلديات برج صباط، بوحمدان و عين أحساينية، محيطات فلاحية واسعة طالها الإهمال بسبب العزلة و انعدام شبكات المياه و الكهرباء، و سيسمح الطريق الجديد بعودة النشاط إلى تلك الأراضي التي استهلكت الكثير من الجهد و المال خلال عمليات الإصلاح، لكن المشروع لم يحقق الجدوى الاقتصادية و الاجتماعية المنتظرة، حيث ظل الفلاحون ينتظرون تعبيد الطريق المؤدي إلى تلك الأراضي الواسعة إلا أن المشروع تأخر كثيرا بسبب نقص الاعتمادات المالية المحلية، و تراجع البرامج السنوية التي تحصل عليها ولاية قالمة بقطاع الطرقات خلال السنوات الماضية، قبل تحسن الوضع و عودة تلك البرامج بقوة مدعومة من صندوق التضامن لوزارة الداخلية، و وزارة الأشغال العمومية. فريد.غ