يشتكي سكان بلديات دائرة الجعافرة الواقعة في الجهة الشمالية لولاية برج بوعريريج، من انعدام وسائل النقل على الخط الرابط بين عاصمة الولاية و بلدياتهم بعد الساعة الخامسة مساء، و عدم احترام الناقلين لمبدأ الخدمة العمومية و ضمان المناوبة ما يدفعهم إلى استئجار سيارات الفرود بتكاليف باهظة أثقلت كاهلهم.
و بالإضافة إلى هذه النقائص تفتقر بلديات دائرة الجعافرة و هي تفرق، القلة، الماين و الجعافرة، حسب مواطنين وجدناهم بالقرب من مواقف النقل المخصصة لهذه البلديات بمدينة البرج، لمحطات نقل لائقة، حيث يتم ركن حافلات النقل و سيارات الأجرة بجوار الطرقات، مشيرين أيضا إلى معاناتهم أثناء انتظار قدوم حافلات النقل و سيارات الأجرة في المواقف المخصصة لهذه البلديات بعاصمة الولاية، لعدم توفر هذه المواقف على أدنى المرافق الخدماتية و المواصفات التقنية على غرار افتقارها للملاجئ المخصصة للمسافرين، ما يزيد من معاناة المواطنين أثناء انتظارهم، خصوصا في الأيام الأخيرة التي تشهد تساقطا غزيرا للأمطار خلال الفترات المسائية، ما يفاقم من معاناة المسافرين من متاعب البحث عن وسيلة نقل تمكنهم من العودة إلى منازلهم و كذا البحث عن أماكن مغطاة بالقرب من مواقف النقل، للإحتماء من مياه الأمطار و كذا لتجنب لسعات الشمس الحارقة أثناء فترات الصحو.
و يشير مواطنون من بلديات دائرة الجعافرة، إلى مغادرة الناقلين لمحطة النقل بعد الساعة الخامسة مساء، بالنظر إلى النقص المسجل في عدد الركاب و طول مدة الانتظار لملء سيارات الأجرة أو حافلات النقل الجماعي، رغم الحاجة الملحة لوسائل النقل خلال الفترة المسائية لسكان الجهة الشمالية، حيث يضع الناقلون في الحسبان حسابات الفائدة و نقص الركاب و احتمال العودة بمقاعد فارغة، ما يجعلهم يفضلون خيار عدم العودة إلى مدينة البرج مساء، في حين يجد العشرات من المواطنين القاطنين بهذه البلديات صعوبات كبيرة في العثور على وسيلة نقل باتجاه بلدياتهم، ما يدفعهم إلى اللجوء لأصحاب سيارات الفرود و الاكتواء بتكاليف قد تصل إلى مبلغ 200 دينار للراكب الواحد، مع العلم أن المسافة بين مدينة البرج و أقرب بلدية بدائرة الجعافرة تفوق الأربعين كيلومترا و تصل إلى 70 كيلومتر نحو بلدية الماين الواقعة في أقصى الجهة الشمالية على الحدود مع ولايتي سطيف و بجاية .
و تشهد مواقف حافلات النقل الجماعي و سيارات الأجرة لبلديات دائرة جعافرة و كذا بلدية ثنية النصر و مجانة المتواجدة بعاصمة الولاية، مظاهر الفوضى في حركة النقل و معاناة يومية للمسافرين و كذا الناقلين، كونها تفتقر لأدنى المواصفات، و هي عبارة عن طريق في وسط المدينة تصطف به عشرات الحافلات، و هو ما يخلف عادة متاعب للناقلين في ركن حافلاتهم إلى جانب معاناة المواطنين و المسافرين من إنعدام أدنى ظروف الراحة .
هذه الوضعية جعلت من المحطة الحالية مصدر فوضى في حركة النقل، بالإضافة إلى الإزدحام المروري عبر الطريق الذي تتراص بجواره حافلات النقل قرب ثانوية السعيد زروقي و مشروع النفق الأرضي الذي زاد الوضع سوء بعد تحويل حركة المركبات المتجهة نحو دار الثقافة و الأحياء المجاورة و الطريق الوطني رقم 05 باتجاه هذا الطريق الذي تتواجد به مواقف متتالية لوسائل النقل المتجهة نحو البلديات المذكورة، ناهيك عن حالة الفوضى الناجمة عن التوقف العشوائي لأصحاب الحافلات لتزايد عدد مركبات النقل الجماعي.
و تبقى مظاهر الفوضى و انعدام أماكن تقي المسافرين من لفحات الشمس و مياه الأمطار متواصلة، رغم الشكاوي المرفوعة من قبل المواطنين و الناقلين على حد سواء، حيث يعد مطلب إنجاز محطة نقل جديدة مواتية تستجيب للمواصفات من أهم انشغالات الناقلين و المسافرين. و بحسب مصادر من مديرية النقل فقد سبق و أن اقترحت على الناقلين ببلديات دائرة الجعافرة و ثنية النصر، إنجاز محطة برية للنقل ببلدية مجانة لتخفيف الضغط على المواقف المتواجدة بعاصمة الولاية، حيث يعمل الناقلون بين بلدياتهم إلى غاية بلدية مجانة أين يتم إنزال الركاب، على أن يتم ضمان توفير وسائل النقل الكافية بين بلدية مجانة و عاصمة الولاية البرج على مسافة حوالي 12 كيلومتر، الأمر الذي يمكن من التقليل من عدد مركبات النقل بالمحطة المتواجدة بمدينة البرج من جهة و انجاز محطة لائقة ببلدية مجانة تستجيب لجميع المواصفات التقنية و تمكن المسافرين من التنقل في ظروف مريحة، و وضع هذا المقترح لتعذر إيجاد الوعاء العقاري الكاف لانجاز محطة نقل لائقة تجمع الناقلين على الخطوط الرابطة بين عاصمة الولاية و بلديات الجهة الشمالية.
ع/بوعبدالله