سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، عقوبة المؤبد في حق 3 متهمين بقتل ابن حيهم بسيدي سالم، في بلدية البوني بعنابة، على إثر شجار وقع بينهم و هم تحت تأثير المشروبات الكحولية، فيما التمس ممثل الحق العام في حقهم عقوبة الإعدام، عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد.
و تعود وقائع القضية إلى تاريخ 4 أكتوبر 2018، عندما تلقت مناوبة أمن دائرة البوني، في حدود الساعة 11 و 45 دقيقة ليلا، نداء من قاعة الإرسال، مفادها تعرض أحد المواطنين للاعتداء بسلاح أبيض على مستوى الحي الفوضوي بسيدي سالم، ما استدعى التنقل إلى عين المكان، أين عثر على الضحية (خ.ع)، حيث تكفلت الحماية المدنية بتحويله إلى مستشفى ابن رشد و نتيجة لخطورة الإصابة، تم وضعه في العناية المركزة، إلا أنه فارق الحياة متأثرا بإصابته.
و حسب ما دار من وقائع في جلسة المحاكمة، فإنه و بعد التحريات، تم توقيف كل من الشقيقين (ب.ع 37 سنة) و (ب.ح 25 سنة)، كانا متواجدين بالمستشفى بصدد تلقي الإسعافات نتيجة للإصابات التي تعرضا لها، كما تم توقيف المسمى (س.أ 25 سنة) و عثرت مصالح الأمن بمسرح الجريمة على سلاح أبيض من الصنف السادس كبير الحجم.
و لدى سماع أم الضحية المتوفى (م.ن 52 سنة)، أكدت أنه، ليلة الوقائع، أثناء تواجدها بمنزلها في حدود الساعة الواحدة صباحا، تقدم إليها الشقيقان (ب.ح) و (ب.ع) و شخص ثالث و قاموا بالمناداة على ابنها «طارق» و عندما رفضت فتح الباب، قاموا باقتحام مسكنها، فخرجت و هي حاملة مكنسة بيدها و قام المدعو (س.أ) بتعنيفها و أخبرها أنه سيقتل ابنها و عند خروجه من المسكن، وجدت ابنها طارق بصدد الدخول، فاشتبكا مع بعضهما البعض و قد كان (س.أ) يحمل سكينين أحدهما من الحجم الكبير و الآخر صغير نوع «کرانداري»، حيث تمكنت من نزع السكين الصغير و تم فك الشجار من قبل (ب.ع) و أنه عانق ابنها و وعده بتسوية الأمر وديا، غير أنه قام بتحريض مرافقيه على طعن ابنها و هو ما تم فعلا، حيث قاموا بتوجيه طعنات إليه. و صرح المتهم (س.أ) لدى استجوابه من قبل رئيس محكمة الجنايات، أنه و بتاريخ الوقائع في حدود الساعة الحادية عشرة و النصف ليلا، كان جالسا بالقرب من مسكن الضحية، يقوم باحتساء المشروبات الكحولية، فتقدم منه الضحية و قام بسبه و تهديده و ضربه بسكين على مستوى الصدر، عندها فر هاربا لتلقي الإسعافات الأولية، فيما صرح (ب.ح)، بأن (س.أ) دخل في خلاف مع الضحية و أنه تدخل لفك المشاجرة، غير أن (س.أ)عاد من جديد الى منزل الضحية و طعن كلبته، إلا أن والدة الضحية نزعت السكين من عند (س.أ) و أنه تفاجأ بحضور الضحية و أنهم أوهموه بتسوية الأمر وديا، غير أن شقيقه (ب.ع)، وجه طعنة للضحية، لينهالوا بدورهم عليه بتوجيه طعنات، إلى أن جاءت والدة الضحية و قامت بطعن (ب.ع) بسكين نوع كلانداري.
و لدى استجواب المتهم (ب.ع)، أنكر التهمة المنسوبة إليه و صرح أنه و بتاريخ الوقائع في حدود الساعة العاشرة و النصف ليلا، كان متواجدا رفقة شقيقه (ب.ح بالحي الذي يسكنان فيه و قد كانا قد تناولا مشروبات كحولية، فالتقيا بالمتهم (س.أ) رفقة صديقه، فطلب منه إيصاله على متن دراجته النارية من أجل شراء المشروبات الكحولية و فعلا توجها الى المحل، غير أن الدراجة النارية سقطت بها في الطريق، بعد اندلاع شجار مع الضحية و حضرت والدته التي قامت بضربه و أنكر قتله للضحية.
حسين دريدح