دخلت العديد من شركات إنجاز الطرقات بقالمة، مرحلة الركود و تراجع نشاطها بمشاريع بناء الطرقات الجديدة، بعد أن عجزت عن إيجاد مواقع لاستخراج الحصى الخاص بنظام الردم على طرفي الجسور التي انتهت بها الأشغال مؤخرا و وصل الوضع إلى حد توقيف بعض الورشات حتى لا تقع تحت طائلة عقوبات التأخر.
و قالت مصادر من الشركات العاملة على الطريقين الوطنيين 20 الرابط بين قسنطينة و قالمة و الوطني 16 الرابط بين قالمة و ولايتي عنابة و سوق أهراس، بأنها تنتظر المساعدة من السلطات الولائية لإيجاد مواقع الحصى، و استئناف العمل بالورشات المتعثرة و تفادي المزيد من الجدول الزمني المهدر، حيث يتوقع أن تتجاوز بعض المشاريع الموعد المحدد للتسليم بفترة زمنية طويلة، في الوقت الذي ينتظر فيه سكان الولاية فك العزلة التي يعانون منها منذ سنوات طويلة باتجاه الولايات المجاورة، حيث بقيت الطرقات القديمة على حالها بمسار واحد لم يعد قادرا على استيعاب التحولات الاقتصادية و الاجتماعية بالمنطقة.
و بدت بعض مقاطع الطرقات الجاري إنجازها مهجورة في الأيام الأخيرة حسب ما وقفنا عليه، و تبين في ما بعد بأن سبب توقف العمل يعود إلى مشكل حصى الردم الذي يستخرج عادة من مواقع غابية و أحراش ملك للمجموعة الوطنية، حيث يتطلب استخراج الحصى إجراءات إدارية و تقنية معقدة تخص العديد من القطاعات كمحافظة الغابات و البيئة و الفلاحة و الأشغال العمومية و هيئات أخرى معنية بالموافقة على الاستخراج.
و قال صاحب شركة تعمل بمشروع بناء الطريق الوطني المزدوج 16 من حدود ولاية سوق أهراس إلى حدود ولاية عنابة مرورا بولاية قالمة، بأنه يحتاج ما لا يقل عن 40 ألف متر مكعب من حصى الردم، و هو ينتظر ما تسفر عنه المساعي الجارية لإيجاد حل لهذه المشكلة التي عطلت العمل بهذا المشروع الاقتصادي و الاجتماعي الهام.
و قد تضمنت الدراسة التقنية و الهندسية لمشاريع بناء الطرقات الجديدة بقالمة بنودا خاصة باستعمال الحصى المستخرج من المواقع الطبيعية لردم أطراف الجسور، لكن مكاتب الدراسات لم تحدد مواقع الاستخراج، و عندما حان الوقت لإنجاز نظام الردم برزت المشكلة إلى السطح، و بدأت المساعي من جديد في محاولة لحل هذه المشكلة التي عطلت مشاريع الطرقات الحيوية.
و قد حاولنا الاتصال بالمدير الجديد لقطاع الأشغال العمومية أمس الأحد للمزيد من التوضيحات و لم نتمكن من ذلك، و قيل لنا بأنه خرج في مهمة ميدانية.
و يأمل أصحاب الشركات المعنية بأزمة الحصى في تدخل والي الولاية لإيجاد مخرج للركود الذي تمر به عدة مقاطع من الطريقين الوطنيين 20 و 16 و تعيين مواقع الاستخراج و استئناف العمل من جديد لتدارك التأخر المسجل بالمقاطع المتوقفة.
فريد.غ