حملت الحلقات الأولى من الجزء الثالث لمسلسل «يما» الدرامي، أحداثا مخالفة للتوقعات، حيث استطاع المخرج من خلال وضع محاور و شخصيات رئيسية جديدة، خلط حسابات المشاهد، الذي كان تركيزه منصبا على مصير الشخصيتين الرئيستين خالد و نبيلة في الجزئين السابقين من العمل، ليحدث تغيير محوري في مجريات الأحداث في الجزء الثالث، الذي ركز على عائلتي فاضل و أسامة و الحقائق المثيرة التي تكشفها الحلقات و المتعلقة بقضايا النسب و الخيانة الزوجية.
هدى طابي
خالفت أولى حلقات الجزء الثالث من مسلسل «يما» توقعات الجمهور، الذي ظن بأن ما يحمله هذا الجزء من جديد، يتعلق بالشخصيات الرئيسية في العمل و المتمثلة في الفنان محمد رغيس الذي أدى دور خالد و والدته الممثلة مليكة بلباي في دور نبيلة، بعد أن انتهى الجزء الأول بعثور خالد على والدته، فيما سيطرت مافيا المخدرات على مجريات الجزء الثاني من العمل، لتبدأ أولى حلقات الجزء الثالث، بوتيرة متصاعدة ، أبطالها شخصيات جديدة تبرز ما تمت إضافته من محاور للمسلسل، و التي راهن عليها المخرج، لتشويق المشاهد و استمالته لمتابعة باقي الحلقات.
وتم التركيز على عائلة أسامة الذي كان يعتقد بأن له ابنين، بنت و ولد، ليكتشف بأن سفيان ليس ابنه الحقيقي، بعد انتشار وصية والده الحقيقي عومار الذي تقمص دوره سيد أحمد أقومي الذي لم يكن يعلم هو الآخر، بأن له ابن على قيد الحياة، و يكتشف الحقيقة في السجن، ليقرر كتابة وصية و إرسالها إلى والدة ابنه سفيان. عندئذ تنكشف حقائق صادمة تفجر حقيقة خيانة والدته لزوجها أسامة، الذي أدى دوره الفنان إلياس بن باكير، فيصاب بصدمة بعد اكتشافه حقيقة نسب سفيان، الذي كان يعتقد أنه ابنه.
و يدخل خالد في دوامة، بعد اكتشاف بأن والده له ابن آخر، كان يعمل معه بنفس الشركة و خطط لتدميرها.
كما تكشف أحداث الحلقات التي بلغت نسبة مشاهدة بعضها مليون مشاهدة، حقيقة نسب زوجة خالد، ملاك، التي تؤدي دورها الممثلة مونيا بن فغول، حيث يتضح بأن اسمها الحقيقي نوميديا، و تكتشف بأن والدتها لم تمت، عكس ما أخبرها به والدها، و ذلك من خلال لقطات فيديو مصور لحفل زواجها، تبين دخول امرأة غريبة خلسة إلى قاعة الأفراح، فيتعرف عليها زوجها خالد بعد مشاهدته فيديو العرس، و يصاب بالذهول لأنها تشبه زوجته المتوفية في هجوم مسلح على بيته، ليلة الاحتفال بميلاد نوميديا، فلم يجد آنذاك سوى رفات، كان يعتقد بأنها لزوجته، و ذلك نتيجة انفجار البيت، عقب الهجوم، و هروبه رفقة ابنته، ثم قرر الشروع في البحث عنها، ضمن أحداث مثيرة و مشوقة، تميط اللثام عن حقيقة والدة نوميديا و سبب اختفائها و انتقالها للعيش في بلد أجنبي، ثم تقرر العودة إلى الوطن و الالتقاء بابنتها في الحلقة التاسعة من المسلسل.
أقحم المخرج شخصيات جديدة في المسلسل، يكتنفها الغموض، رغم أن لها دورا محوريا في سير مجريات الأحداث، المتعلقة بقضايا النسب و ترويج المخدرات، منهم زوجة فاضل التي أدت دورها الممثلة التونسية ريام رياحي، و التي تبدو و كأنها متورطة في صراع عصابات، فيما تلعب الممثلة الجزائرية سامية مزيان دورا آخر لا يزال غامضا.
و أثنى رواد مواقع التواصل على السيناريو الذي قالوا أنه قوي، يحتوي على أحداث متصاعدة، كما يكشف واقعا اجتماعيا، كما أثنوا على أداء محمد رغيس الذي اعتبروه أفضل من أدائه في الجزء الأول و الثاني من العمل، إذ توافقت إيماءاته و ردود فعله ، خاصة في مواقفه الانفعالية، كما قال معلقون « الأدوار تم تقمصها بدقة متناهية، مزيد من التألق والإبداع في عملكم الفني»، فيما علق متابع «مسلسل يما قصة نابعة من أعماق معاناة الشعب، مكتوبة بلغة الشعب، يما عمل اجتماعي بامتياز «.
فيما انتقد البعض أداء بعض الممثلين، و الأساليب التقنية المعتمدة في تصوير العمل، كالإضاءة الخافتة في تصوير المشاهد، للتعبير عن الغموض الذي يكتنف مجريات الأحداث، غير أن المشاهد اعتبرها عاملا مقلقا و منفرا، يشعره بالكآبة.
يذكر أن مسلسل «يما» من اخراج مديح بلعيد، و تأليف سفيان دحماني، و يبث يوميا خلال سهرات الشهر الفضيل.
أسماء بوقرن