يرتقب أن يتم استلام و افتتاح المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الاستعجالات الطبية الجراحية بن عبيد، مستشفى العظام سابقا بولاية برج بوعريريج، خلال الأيام القليلة القادمة، حيث تواصل مديرية الصحة تحضيراتها لإتمام ما تبقى من اجراءات ادارية، بعد إتمام جميع الأشغال و تجهيز مختلف المصالح و الأجنحة بالمعدات و الأجهزة الطبية.
و أكدت مصادرنا، أن مديرية الصحة تحضر لزيارة الوزير للإشراف على افتتاح المستشفى و قيام السلطات الولائية بمعاينة لمختلف الأجنحة في زيارة تفقدية تحضيرا لاستلام هذه المصحة و بذلك وضع حد للتأخر الذي طال لمدة تزيد عن 17 سنة، من تسجيل هذا المشروع بغلاف مالي إجمالي قدره 395 مليار سنتيم و ما شهده من توقف للأشغال وتباطؤ في وتيرة الانجاز و عقبات و عراقيل و تجاوزات و بلغت أروقة العدالة لتسجيل عيوب في الانجاز و عقد الصفقات، الأمر الذي استدعى تدخل وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، الذي تنقل قبل حوالي عامين في زيارة تفقدية للمشروع بأمر من رئيس الجمهورية، ليتم بعدها بثلاثة أيام إرسال لجنة للتحقيق والتفتيش والمعاينة التقنية، التي رفعت جملة من التحفظات وأعدت تقريرا مفصلا عن المشروع وأهم النقائص، خاصة ما تعلق منها بتدهور وضعية بعض الأجزاء بالمستشفى، بسبب تسرب المياه من الأسقف والجدران، و تضرر الإمساكيات، بالإضافة إلى التعديلات في تصميم قاعات العمليات، لتكون مطابقة للمقاييس والمعايير المعتمدة، خصوصا على مستوى القاعات المخصصة لإجراء العمليات الجراحية، بالإضافةإلىتحديد المواقع التي تحتاج إلى تعديلات لتصحيح الأخطاء التقنية و الهندسية، لتسهيل عملية إدخال التجهيزات و المعدات الطبية و التعديلات الضرورية التي تتطلبها إجراءات الوقاية و السلامة بين المرضى و العمال بالمستشفى، ورفع جميع التحفظات في ربط مختلف الشبكات داخل المستشفى، و هي التقارير و التعليمات التي تم بناء عليها تصويب الأخطاء وتسجيل عمليات لإتمام ما تبقى من أشغال و إجراء تعديلات في توصيل مختلف الشبكات، وصيانة أغلب الأجزاء المتضررة بالمستشفى، ليصبح جاهزا للاستلام.
و تم الكشف في الزيارة التفقدية للوالي، عن إتمام جميع الأشغال و إتمام عمليات التجهيز بأحدث المعدات الطبية و التجهيزات، بمبلغ مالي قدره 90 مليار سنتيم، في حين نبه المسؤول الأول على رأس الولاية، إلى وجود بعض التحفظات الطفيفة المتعلقة ببعض الرتوشات في اتقان الأشغال .
و تسارع مديرية الصحة لوضع الترتيبات الأخيرة لعمليات التأطير الطبي والاداري والعمال، بعد تعيين مدير للمستشفى، خاصة وأن الزيارة الوزارية المرتقبة لم يتبق عليها سوى أيام، ما يضع هذا الرهان على عاتق المديرية الوصية، لافتتاح المصحة واستقبال المرضى بعد عملية الاستلام مباشرة.
و بالعودة إلى البدايات الأولى لهذا المشروع، فقد سجل منذ سنة 2006 و عرف تأخرا كبيرا، رغم اتخاذ قرار إلغاء عقد الشركة البرتغالية «أبرانتينا» المكلفة بإنجازه سنة 2012، لعدم وفائها بآجال تسليم المشروع و إخلالها ببنود الصفقة، وعدم احترامها لمدة الانجاز المتفق عليها، ناهيك عن بروز تجاوزات كبيرة في منح صفقة المشروع لمكتب دراسات فرنسي لم يتم العثور على أي أثر له على أرض الواقع، حيث سبق لمصالح الدرك الوطني أن فتحت تحقيقا معمقا في صفقة المشروع، أين كشفت حينها على أن ملف الشركة البرتغالية المشاركة في الصفقة كان منقوصا من عديد الوثائق الضرورية.
و بينما سجل المشروع بعنوان مستشفى جراحة العظام، وافقت الحكومة نهاية سنة 2018، على مقترح تحويله، إلى مستشفى للاستعجالات الطبية الجراحية، لتوسيع دائرة الاستفادة من خدماته و عدم حصرها في جراحة العظام، إلى تخصصات أخرى من أهمها الجراحة العامة و جراحة الأطفال و جراحة المخ و الأعصاب و التخدير و الإنعاش و إعادة التأهيل الوظيفي و طب و جراحة العيون. ع/ بوعبدالله
