كشف رئيس مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة والفنون لولاية ميلة، لزغد شيابة، عن الشروع في إعداد دفتر الشروط الخاص بمشروع ترميم أقدم مسجد في الجزائر، بناه التابعي أبي المهاجر دينار داخل السور البيزنطي، وهو موجود حاليا ضمن المحفوظ لمدينة ميلة القديمة ويحمل كذلك اسم مسجد سيد غانم.
وسبق للوزارة الوصية، حسبما أكده ذات المصدر للنصر، أن سجلت لفائدة المشروع عملية بكلفة 14 مليار سنتم، تشمل الدراسة التقنية، المتابعة، فأشغال الترميم. وضمن التدابير الاستعجالية لحماية المعلم من أخطار الانهيار، تم إنجاز أشغال استعجاليه مطلع السنة الماضية، قبل الانتهاء من الدراسة التقنية التي عكف عليها مكتب دراسات مختص ومؤهل، تم من خلالها تحديد نوعية الأشغال الكبرى الخاصة بالترميم وإعادة الاعتبار.
وقد وصلت المديرية، مؤخرا، إلى المرحلة الرابعة من المشروع وهي إعداد دفتر الشروط والتي تسبق مرحلة إجراء المناقصة، اختيار مؤسسة الانجاز والانطلاق في أشغال الترميم وبالموازاة مع إعداد الدراسة التقنية، يضيف مصدرنا، تجري نقاشات على أعلى مستوى بين الوزارة الوصية ومختصين و كذا دوائر وزارية أخرى مثل الشؤون الدينية، لتحديد آفاق الفوائد المنتظر تحقيقها من المعلم الذي يتمتع بتركيبة أثرية متميزة تشهد على الحقب والحقائق التاريخية الكثيرة والمتنوعة من تاريخ الجزائر، في انتظار ما ستبوح به الحفريات داخل وخارج المسجد.ويرى المتحدث أنه من الأفضل عدم الانسياق وراء بعض الدعوات التي تريد تحويل المعلم إلى مسجد تقام فيه الصلاة، وإنما تخصيص مساحة محدودة منه ليقيم فيها الزوار الصلاة تبركا بالمكان بوصفه أقدم مسجد في البلاد، مضيفا بأن مدينة ميلة القديمة تتوفر على مساجد أخرى ذات بعد تاريخي.
وقال مدير الثقافة إنه يتم تنظيم محاضرات ومعارض وأبواب مفتوحة على الممتلكات الثقافية المحمية وزيارات ميدانية مؤطرة من قبل المشرفين السياحيين، لأهم المعالم التي تتوفر عليها ميلة القديمة والمواقع الأثرية الأخرى بالولاية، على أن يختتم برنامج شهر التراث بالملتقى السنوي «ميلة عبر العصور».
إبراهيم شليغم