أشرف أمس، والي الطارف حرفوش بن عرعار، بمعية شركاء القطاع على تدشين مصنع جديد لتحويل الطماطم الصناعية ببلدية شبيطة مختار، حيث أسدى تعليمات بإعطاء الأولوية في التشغيل لأبناء المنطقة، فيما شهدت الولاية افتتاح الطبعة الرابعة للعيد السنوي للطماطم بمشاركة أكثر من 40 عارضا.
وذكرت مديرة المصالح الفلاحية بالطارف، زايدي أميرة شانيز، أن المصنع الجديد عبارة عن استثمار خاص يوفر آخر التكنولوجيات والتجهيزات الحديثة في هذا المجال، وهو ما يعد مكسبا لفلاحي الجهة الغربية وخصوصا منتجي الطماطم الصناعية خاصة ببلديتي الذرعان و شبيطة مختار، الأمر الذي سيسمح برفع قدرات التحويل وتخفيف الضغط عن الوحدات الأخرى، وتشمل الخدمات أيضا منتجي ولايتي عنابة وقالمة.
وبتدشين المصنع الجيد، يصل عدد وحدات تحويل الطماطم بالطارف إلى 8، بطاقة تقارب 12 ألف طن يوميا، وفي ولاية تبقى مصنفة قطبا متخصصا في إنتاج المحاصيل الصناعية وخاصة الطماطم، أين يغطي الإنتاج المحلي 30 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية ويبقى في حدود 120 ألف طن.
وأوضح صاحب المصنع، المستثمر رمزي بن وهيبة، أن المرفق الذي يتربع على مساحة 2.5 هكتار تفوق تكلفته المالية 200 مليار سنتيم وسيوفر 200 منصب شغل مباشر وغير مباشر، كما أن المعدات والتجهيزات التي يحويها من آخر طراز وتم جلبها من إيطاليا، مضيفا أنه سيتم في مرحلة ثانية تحويل مختلف أصناف الفواكه والخضر على مدار السنة بتدعيم فرق العمل بالتناوب.
وخلال زيارته لبلدية شبيطة مختار، تفقد الوالي المستثمرة الفلاحية لزهر غزالي المختصة في إنتاج الطماطم الصناعية ذات النوعية والمردودية الكثيفة، بما فيها إنتاج محاصيل أخرى متنوعة، وشدد على إعطاء الفرصة في التشغيل بالمستثمرة التي توفر 70 منصب عمل، لساكنة المنطقة مع إسداء تعليمات بمتابعة عملية التوظيف.
من جهة أخرى، أشرف الوالي بالقاعة متعددة الرياضات بمدينة الطارف، على افتتاح الطبعة الرابعة للعيد السنوي للطماطم بمشاركة أكثر من 40 عارضا يمثلون مختلف الولايات من منتجين ومحولين، إضافة إلى كل الهيئات الإدارية والتقنية المعنية بالمرافقة والدعم لتطوير هذه الشعبة الصناعية والإستراتيجية من البنوك، مصالح التأمينات ومؤسسات إنتاج وتوزيع البذور والأدوية.
عودة هذه التظاهرة بعد غيابها لبضعة سنوات، كانت قوية من خلال مشاركة المنتجين الذين عرضوا أجود أصناف الطماطم الصناعية وأغلبها هجين ذو نوعية عالية حيث يصل المردود فيه إلى أكثر من ألف قنطار في الهكتار، وسجلت الشعبة وفرة قياسية في الإنتاج هذا الموسم مستفيدة من الدعم والإجراءات التي اتخذتها الدولة والسلطات المحلية لصالح المهنيين من أجل توسيع المساحة المغروسة وإعادة بعث هذه الزراعة، عقب تأثر النشاط بالمنافسة الأجنبية وارتفاع تكاليف الإنتاج وغيرها.
وقد استغل منتجو الطماطم هذه التظاهرة، لدعوة المسؤولين إلى مرافقتهم من أجل خوض غمار التصدير بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي، مع تطهير الشعبة من «الدخلاء» و وضع آليات فعالة لتسهيل التسويق نحو الوحدات التحويلية وتجنب الطوابير التي تهدد بتلف المحصول، فضلا عن مطالبتهم بتخصيص قروض موسمية لمجابهة أعباء حملة الغرس التي تتجاوز تكلفتها، حسبهم، 100 مليون سنتيم في الهكتار، بعد شروع أغلب المزارعين في اعتماد الأصناف الهجينة ذات المردودية الكثيفة والجودة والنوعية العالية.
وأبدى الوالي استعداده لمرافقة المنتجين لاقتحام مجال التصدير من خلال الإجراءات المتخذة في هذا الجانب، مذكرا بالتدابير العملية المتخذة محليا بفتح حوار مع كل الفاعلين وإشراك المختصين والمهنيين في جلسات انعقدت بمقر الولاية، من أجل تشخيص وضعية شعبة الطماطم والمشاكل التي تتخبط فيها، وهي الإجراءات التي كان لها الأثر الإيجابي في عودة الشعبة إلى الواجهة بعد رجوع المنتجين لمزاولة نشاطهم.
وتم جني أزيد من 1.5 مليون قنطار من الطماطم، 70 بالمئة ذهبت للتحويل والباقي للاستهلاك الطازج عبر 20 ولاية بأسعار معقولة، حسب المصالح الفلاحية، التي قالت إن مستثمرات حققت إنتاجا قياسيا بلغ 1700 قنطار في الهكتار رغم تخوف الفلاحين خلال الموسم من نقص المياه وغلاء عوامل الإنتاج من أسمدة وبذور وأدوية، كما سُجل تحسن جيد في مردود وحدات تصبير الطماطم بلغ 1 كلغ مصبرة مقابل 4 كلغ طازجة، مقارنة بـ 6 كلغ العام الفارط، فيما تبقى توقعات الإنتاج لهذا الموسم من الطماطم الصناعية في حدود 5 ملايين قنطار على مساحة مغروسة تقارب 5 آلاف هكتار.
نوري.ح