بلغ أمس، سعر بواكر التمور ببعض أسواق التجزئة بولاية بسكرة، 500 دينار للكيلوغرام، و هي من النوع المعروف محليا بالمنقر أي الغرس في بداية النضج. وأرجع عارفون بخبايا السوق، هذا الارتفاع إلى نقص كمية العرض بسبب عدم زيادة معدل النضج بغابات النخيل خاصة بالجهة الشرقية من الولاية، على غرار الدروع، الحوش، وعين الناقة.
و تتوقع بعض المصادر، انخفاض الأسعار خلال الأيام القادمة، في ظل توقع زيادة الكمية بسبب الحرارة المرتفعة التي تشهدها الولاية والتي تساعد كثيرا على النضج.
من جهة أخرى، أثار انتشار مرضي بوفروة وسوسة التمر، حالة من القلق في أوساط المنتجين، جراء تخوفهم من الأضرار الكبيرة التي يسببانها على مختلف أنواع التمور، خصوصا و أن أعراض المرض ظهرت مبكرا هذا الموسم.
كما تزيد مخاوف الفلاحين بسبب قلة وسائل المكافحة، خاصة بواحات النخيل القديمة التي تفتقر للمسالك نتيجة تردي الأوضاع المادية للعديد من المنتجين، وحتى وإن توفرت فهي مستعملة بطرق بدائية تتمثل في خليط من مادة الكبريت أثبت ميدانيا عدم فعاليته في الحد من زحف داء بوفروة، خاصة أن الظروف مساعدة على انتشاره على غرار ارتفاع درجات الحرارة و انعدام تساقط المطر.
ويهاجم داء بوفروة منتوج التمور قبل بداية نضجه، ناسجا حوله شبكة عنكبوتية تؤثر بشكل سلبي على نوعية المنتوج وتقلص من فرص تسويقه، مما يستوجب حسب المهنيين، تكثيف المعالجة العصرية عن طريق المبيد السائل والمسحوق لحماية الثمار من التلف الذي يتهددها، خاصة أن كل المؤشرات توحي بإنتاج وفير هذا الموسم ومن مختلف الأصناف مقارنة بالعام الماضي.
وفي سياق متصل، يشكو المنتجون بشرق الولاية من أزمة سقي جراء التراجع الكبير في منسوب مياه الأودية والأمطار والتوسع الكبير في المحيطات الفلاحية المخصصة لزراعة النخيل. و رغم توفر الكثير من المناقب والآبار المخصصة للري، إلا أنها تبقى بعيدة عن تجسيد طموحات المنتجين ما لم يتم استغلالها بشكل عقلاني و إتباع الطرق الحديثة في مجال السقي الفلاحي، حسب عدد من منتجي التمور.
ع.بوسنة