أتى الجفاف على حقول للأشجار المثمرة ببلدية بومهرة أحمد الواقعة شرقي قالمة، وبدأت الأشجار في التساقط معلنة عن تصحر قريب للحقول الخضراء التي ظلت تنعش بعضا من سهل سيبوس الخصيب وتبعث الحياة فيه، تنتج الغذاء الثمين ومناصب العمل الموسمية والدائمة.
قرب الضاحية الشرقية لمدينة بومهرة أحمد، يكاد حقل لفاكهة “عين البقرة “على ما يبدو، أن يتصحر بالكامل بعد أن ماتت الكثير من أشجاره وبدأت في السقوط، ولم تبق فيه إلا آثار أنظمة السقي وسياج متداع، وبجواره حقل للبرتقال فقد الكثير من أشجاره، لكنه مازال يحتفظ ببعض الإخضرار، نظرا لقدرة شجرة البرتقال على مقاومة العطش، تماما كشجرة الزيتون التي تعمر مساحات واسعة من السهل الخصيب.
وقد تعرضت الكثير من بساتين الأشجار المثمرة بحوض قالمة، الممتد من مجاز عمار غربا إلى بوشوقف شرقا، للجفاف و التصحر بسبب الإهمال وعوامل الزمن، والبعض من هذه البساتين تحول إلى حقول للقمح والطماطم الصناعية، والبعض عادت إليه الحياة بغرس أشجار فاكهة فتية ذات قيمة تجارية مغرية.
وتحتاج بساتين الأشجار المثمرة إلى إمكانات مادية وبشرية كبيرة لصيانتها والمحافظة عليها أطول مدة ممكنة، وذلك من خلال التقليم والسقي، والمعالجة ضد الأمراض النباتية التي تصيب أشجار الفاكهة المختلفة.
وقد عجزت الكثير من المزارع بسهل سيبوس الكبير عن تحمل عبء المحافظة على مساحات هامة من بساتين الأشجار المثمرة، وتُركت عرضة للجفاف والأمراض حتى تصحرت وتحولت إلى حقول للقمح والطماطم الصناعية والخضر الموسمية.
وبعد ارتفاع أسعار الفواكه بالسوق الوطنية، عاد الاهتمام بقطاع الأشجار المثمرة بالولاية من خلال برامج غرس واسعة ببلديات قالمة، مجاز عمار، بومهرة احمد، بلخير، بوشقوف و جبالة خميسي، لكن ندرة مياه السقي أصبح العائق الكبير أمام هؤلاء المزارعين الذين تحولوا إلى الأشجار المثمرة، و ربما سيواجهون نفس المصير الذي تعرضت له البساتين القديمة إذا استمرت موجات الجفاف بالمنطقة، وجفت المجاري الطبيعية، في ظل تراجع احتياطي الحواجز المائية الصغيرة، وسد بوحمدان المغذي الرئيسي لمحيط السقي الشهير قالمة بوشقوف، المتربع على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار، تعد من أجود الأراضي الخصبة بشرق البلاد.
فريد.غ