قالت سلطات ولاية قالمة بأنها تعتزم إدخال السوق الجهوي للخضر والفواكه الواقع ببلدية عين بن بيضاء، مرحلة النشاط قبل حلول شهر رمضان، بعد انتظار دام عدة سنوات بسبب عقبات كثيرة تعرض لها أحد أهم المشاريع الاقتصادية بالمنطقة.
وتوشك أشغال الربط بالشبكات الحيوية وتجريب المعدات، وتهيئة مرافق الخدمات و وضعها قيد الخدمة على الانتهاء، بعد تكثيف العمل و تسخير الإمكانات المادية البشرية من طرف الشركات العاملة بالسوق الكبير الذي سينهي أزمة التموين بالمواد الزراعية الغذائية بعدة ولايات مجاورة بينها سكيكدة، عنابة، الطارف وسوق أهراس.
وعندما يدخل السوق مرحلة النشاط سيصبح بإمكان منتجي الخضر والفواكه بعدة ولايات مجاورة بيع منتجاتهم هناك والقضاء على مشكل المسافات الطويلة التي كان يعاني منها تجار التجزئة بنحو 5 ولايات معروفة بإنتاجها للخضر والفواكه، لكنها ظلت تفتقر لسوق جهوي متطور يستوعب كل منتجات المنطقة ويسوقها بانتظام وفعالية، نظرا لتوفره على خدمات متعددة.
وكان من المقرر أن ينتهي مشروع السوق الجهوي للخضر والفواكه ببلدية عين بن بيضاء، الواقعة شرقي قالمة على الحدود مع ولايتي الطارف وعنابة، أواخر 2017، لكنه عرف تأخرا كبيرا بسبب مشاكل مالية و تقنية وعجز بعض الشركات الحائزة على حصص بالمشروع الاقتصادي الكبير.
وقد أنهت الشركة المكلفة ببناء المستودعات عملها منذ مدة، لكن القطب التجاري الضخم ظل معطلا بسبب الطرقات والمواقف وأنظمة الصرف الصحي والكهرباء والماء والغاز، ولا يمكن استغلاله دون هذه المرافق الحيوية.
ويعد هذا المرفق ثاني أكبر سوق جهوي بشرق البلاد، وقد يتجاوز حجم المعاملات فيه سوق شلغوم العيد الشهير عندما يبدأ النشاط ويتوسع خلال السنوات القادمة. ويتربع السوق الجهوي الجديد على مساحة تقارب 15 هكتارا، وقدرت تكلفة إنجازه بنحو 3 ملايير دينار، حيث بدأت الأشغال فيه سنة 2015، لكنها عرفت تحديات ميدانية وتقنية حالت دون تقدم البناء وفق خطة العمل المسطرة.
و زاد تعثر مشروع الربط بالشبكات المختلفة من متاعب المشرفين على هذا القطب التجاري الكبير الذي يعول عليه كثيرا لتحريك التنمية المحلية، وإنشاء ما لا يقل عن 2500 منصب عمل مباشر وغير مباشر، وبإمكانه استقبال نصف مليون طن من المنتجات الزراعية في السنة، وأكثر من 6 آلاف زائر و 3 آلاف سيارة في اليوم الواحد.
وإلى جانب مستودعات العرض وأقسام التبريد والحفظ، يتوفر سوق المستقبل على مرافق خدمات أخرى بينها مراكز مالية وبريدية، وصيدلية ومركز صحي، وفندق ومطاعم، و ورشات لإصلاح المركبات، وجناح لقسم النظافة وصيانة المساحات الخضراء.
ويقع سوق الجملة للخضر والفواكه بقالمة بمحاذاة الطريق الوطني 16 والطريق السيار شرق غرب الذي يبعد عنه بنحو 4 كلم، ويتوقع أن يحدث وفرة في الغذاء، وتتراجع الأسعار بالولايات المجاورة.
فريد.غ