قضت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أمس، بإدانة المتهم المدعو (م.م.ن) غيابيا و معاقبته بالإعدام و هو نفس الالتماس الذي طالبت النيابة العامة بتوقيعه، في الوقت الذي عوقب المتهم (س.م) 51 سنة، بـ 5 سنوات سجنا نافذا و500 ألف دينار غرامة مالية مع تعويض الضحية بمبلغ 600 ألف دينار، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا في حق المتهم الذي كان غير موقوف و أودع الحبس من جلسة المحاكمة.
و كانت محكمة الجنايات قد سلطت عقوبة عامين حبسا نافذا في حق متهم آخر في القضية و المسمى (ق.ش) وبرأت ساحة متهم رابع يدعى (ق.ر)، في الوقت الذي أدين فيه موقوفون آخرون سابقا في القضية نفسها و عوقبوا بـ 10 سنوات سجنا نافذا و تقدم دفاع الضحية بطلب إجراء تحقيق تكميلي لمتابعة متهم آخر، يرى الضحية أنه هو الفاعل الرئيسي المدبر لقضية محاولة الاختطاف.
و توبع المتهمون بجنايات تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجناية ضد الأشخاص، ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار ومحاولة الاختطاف وجنحة التهديد بالقتل وجنحة حمل سلاح أبيض محظور.
القضية يرجع بتاريخها إلى السابع والعشرين من شهر جوان من سنة 2020، عندما تلقى عناصر الأمن بعين فكرون، بلاغا من طرف مصالح الأمن يتضمن أن سيارة من نوع «كليو» متوجهة صوب مدينة عين فكرون، وعلى متنها أشخاص تورطوا في جريمة قتل بمدينة شلغوم العيد بميلة، ليتم توقيف المركبة بمخرج المدينة على طريق عين كرشة، وعلى متنها 3 متهمين وتبين فيما بعد بأن الأمر يتعلق بمحاولة اختطاف تعرض لها المقاول في مجال البناء ونجارة الألومنيوم ابن مدينة شلغوم العيد بميلة المدعو (ح.هـ)، وبينت التحقيقات بأن من تم توقيفهم على متن المركبة توجهوا صوب مدينة شلغوم العيد بميلة، قصد تنفيذ مخطط إجرامي يرمي لقتل الضحية مقابل استلام مبلغ 100 مليون سنتيم، وعند توجه المتهمين لورشة الضحية بمخرج مدينة شلغوم العيد، أوهم أحدهم الضحية بورشته بمدينة شلغوم العيد بأنه يبحث عن عمل، غير أن الضحية الذي سبق له وأن تلقى تهديدا بالقتل بعد أن استدرجه مجهولون لمدينة عين فكرون، سرعان ما اكتشف بأن المتهم الذي قدم نفسه كشاب من مدينة التلاغمة لكنته وطريقة كلامه توحي بأنه من مدينة عين فكرون، وعندما أعلمه بأن لهجته ليست لأبناء التلاغمة، عاد المتهم مسرعا لسيارته أين لاذ ومن معه بالفرار لوجهة مجهولة، ليتم توقيفهم بعد ذلك بمدخل مدينة عين فكرون.
وكشف الضحية في شكواه وخلال جميع مراحل التحقيق، بأنه لم يدخل في خلاف مع أي طرف من المتهمين، ومشكلته الوحيدة كانت مع شريك له في المؤسسة التي يشتغل بها في تركيب نوافذ وأبواب الألومنيوم عبر ورشات البناء، أين قاموا بفض شراكتهما وتنازل عن حصص في الشركة وعن مبالغ مالية كذلك، غير أن زبائن الشركة باتوا يفضلونه هو على شريكه الآخر، وكشف الضحية للمحققين بأن شريكه الذي حرك دفاعه طلب تحقيق تكميلي لمتابعته في القضية، يكون وراء التهديدات ومحاولات القتل والاختطاف التي يتعرض لها في كل مرة، وأكد الضحية أن مجهولا استدرجه قبل 10 أيام من تاريخ الوقائع، وطلب منه التوجه لعين فكرون، ليبرما اتفاقية تركيب نوافذ وأبواب الألومنيوم لورشة سكنية بها 7 عمارات، وتوجه حينها لعين فكرون، غير أن المتصل ربطه بعاملين تابعين له، وتوجه للورشة واكتشف حينها بأنها مهجورة، فراودته شكوك بأن المتصل يستدرجه لأمر مجهول، ليتصل به آخر ويعلمه بأنه مستهدف في محاولة قتل، طالبا منه الحذر ليخطر عناصر الأمن بعين فكرون، التي باشرت تحرياتها وكشفت مخطط العصابة، الذي انكشف قبل تنفيذه، وتبين بأن الفاعلين حددت لهم مكافأة مالية للتخلص من الضحية.
أحمد ذيب