عرفت ولاية عنابة وضواحيها هطولا غزيرا للأمطار خلال 72 ساعة الماضية دون انقطاع، بنسبة تساقط عالية وصلت إلى 50 ملم، لم تشهدها الولاية مند 2019، وقد جاءت مبشرة للخروج من أزمة الجفاف وشح الحنفيات.
وستساهم الأمطار الغزيرة في الرفع من مستوى ومخزون السدود في ولاية الطارف التي عرف نسبة تساقط عالية هي أيضا، ما سيسمح بتأمين التزود في فصل الصيف، وكذا ضمان غرس مساحات شاسعة من مختلف المحاصيل الزراعية على غرار الطماطم الصناعية التي تراجع حجم إنتاجها الموسم الماضي بسبب جفاف وتقليص مساحة الغرس، بالإضافة إلى الفواكه الموسمية الأخرى، كالبطيخ بأنواعه وكذا العنب.
ويُتوقع كذلك تأمين نشاط المؤسسات الصناعية الكبرى على غرار مركب الحجار، الذي يحتاج لكميات هامة لضمان عمل كامل سلسلة الإنتاج، حيث شهد خلال 2022 عدة توقفات نتيجة توقف التموين بالمياه من سد الشافية الذي تراجع مخزونه إلى نحو 9 بالمائة. كما شهدت مرتفعات جبال الإيدوغ وإقليم بلدية سرايدي تساقطا معتبرا للثلوج خاصة بمنطقة بوزيرزي، دون تسجيل غلق للطرق الفرعية، وكذا الطريق الرئيسي الرابط بين عنابة وسرايدي، مع الجهود الكبير التي بذلت لإزالة الثلوج في الأيام الماضية، وكذا المناوبة المشتركة لأفراد الجيش الوطني الشعبي بالتنسيق بين الدرك والأشغال العمومية وكذا البلدية.
ونتيجة السيول الجارفة للأمطار القادمة من جبال الايدوغ، سُجل فيضان المسطحات وارتفاع منسوب المياه بها في المناطق المنخفضة بأحياء مدينة عنابة والبلديات الأخرى على غرار البوني، سيدي عمار، الحجار، خاصة الأحياء الواقعة بالقرب من المسطحات المائية والوديان، مما استدعى تدخل وحدات الحماية المدنية ومؤسسة التطهير، لامتصاص المياه وجهر البالوعات بسبب السيول المحملة بالأتربة.
وأدت الأمطار الغزيرة المتساقطة إلى عرقلة حركة السير عبر عدد من الطرق والأنفاق الأرضية منها سيدي عمار، نتيجة انسداد مجاري وقنوات المياه. وعاشت العائلات القاطنة بالأحياء المنخفضة والهشة ظروفا صعبة جراء تسرب المياه وركودها بمداخل العمارات على غرار مناطق السهل الغربي، كما عانى سكان البيوت القصديرية بالأحياء الفوضوية بكل من سيدي حرب، بوحديد، والشعيبة، نتيجة هشاشة الجدران وعدم تصريف المياه السطحية، ما أدى إلى تسربها لمنازلهم، فيما تحولت طرق رئيسية إلى مجرى للسيول، منها طريق الكورنيش بشاطئ سانكلو وشابي.
كما تسببت الرياح القوية في انقطاع التيار الكهربائي عن تجمعات سكنية كبرى منها سرايدي، مما استدعى تدخل مصالح سونلغاز لإصلاح العطب، وانقطاع الغاز عن بعض الأحياء، على غرار 900 مسكن بالبوني، نتيجة ضعف الشبكة وارتفاع الاستهلاك مع استخدام التدفئة ليوم كامل، حيث يتم التدخل في كل مرة لإعادة تشغيل عدادات العمارات.
وتعمل خلية اليقظة المكونة من البلديات ومصالح مديرية الأشغال العمومية، الري، وديوان التطهير، على متابعة تأثيرات الاضطراب الجوي، ومتابعة الأوضاع ورصد تطورات التساقط الغزير للأمطار بالأحياء والقطاعات الحضرية الموجودة تحت سطح البحر، نتيجة ارتفاع منسوب الوديان وركود المياه بالطرق الرئيسية والفرعية، حيث تم وضع مخطط استعجالي، بتشكيل فرق مناوبة لجهر البالوعات وتنظيف المجاري المائية وامتصاص المياه بالطرقات والأحياء المتضررة، مع تحضير كاسحات الثلوج في حال غلق المحور المؤدي إلى بلدية سرايدي مجددا. ونظرا للانخفاض المحسوس في درجة الحرارة، قامت مصالح الضمان الاجتماعي بالتنسيق مع جمعية الإحسان وكذا بلدية عنابة، بخرجات ميدانية للجمع والتكفل بالأشخاص بدون مأوى. وحسب رئيس بلدية عنابة، يوسف شوشان، فقد أسفر عمل الدوريات التي انطلقت في حدود الساعة الرابعة زوالا، وجابت شوارع وأحياء المدينة، عن التكفل بـ 9 أشخاص بدون مأوى، بينهم امرأة، حيث قدمت لهم الإسعافات الأولية بالمكان قبل نقلهم، للتكفل بهم اجتماعيا وصحيا وتوفير جميع وسائل الراحة، لتقيهم من برد هذا الفصل خاصة في الليل.
وأضاف ذات المصدر بأنه توجد صعوبة في نقل الأشخاص من دون مأوى لمراكز التكفل، كونهم يعانون من أمراض عقلية. حسين دريدح
