سلّطت، عشية أمس، محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، أحكاما تصل لـ10 سنوات سجنا نافذا، في حق أفراد شبكة وطنية مختصة في ترويج المؤثرات العقلية، بين ولايات خنشلة وتبسة والبليدة مرورا بأم البواقي قسنطينة، أين ضبطت عناصر الأمن التي عالجت القضية قرابة 30 ألف قرص مهلوس.
هيئة المحكمة برّأت ساحة المتهم (غ.ل.س) من الجرم المنسوب إليه، ونطقت بإدانة المتهمين (ج.ب) و(م.ج) بعقوبة 7 سنوات سجنا، وكلا من (ب.م.ش) و(ش.إ) و(د.ع.ق) بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا.
وتوبع جميع المتهمين بجناية حيازة في الإقليم الجمركي عن طريق التهريب باستعمال وسيلة نقل مع كون الأفعال على درجة من الخطورة تهدد الصحة العمومية وجنحة الممارسة غير الشرعية لمهن الصحة، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة السجن المؤبد في حق جميع المتهمين.
القضية ترجع بتاريخها لمنتصف شهر جويلية من سنة 2020، أين تم حجز ما يقارب 29 ألف قرص من أدوية مهلوسة وثلاث مركبات مع توقيف 5 أشخاص في البداية، وتمت معالجتها من طرف عناصر فرقة البحث والتدخل بأمن الولاية بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني الشعبي على مستوى القطاع العسكري بأم البواقي، بعد استغلال معلومات مؤكدة تفيد بقيام أشخاص مجهولين بنقل كميات من المؤثرات العقلية على متن ثلاث مركبات سياحية، أين مكنت التحريات المعمقة من الكشف عن تفاصيل هذه العملية الإجرامية، ليتم وضع خطة عمل ميدانية محكمة التنسيق بين مصالح الشرطة بأم البواقي تم من خلالها توقيف المركبات ومستعمليها ويتعلق الأمر بـ5 أشخاص في بادئ الأمر.
وبحسب ملف القضية فإن الخطة المسطرة من طرف أجهزة الأمن، مكنت من توقيف المركبة الأولى على مستوى حاجز المراقبة بالمخرج الغربي لمدينة أم البواقي، وتوقيف سائقها البالغ من العمر 31 سنة والمنحدر من مدينة قسنطينة، مع ضبط 15616 كبسولة «بريغابالين 300 ملغ» كانت مخبأة بإحكام داخل الأبواب الخلفية للمركبة إضافة إلى مبلغ مالي قدره 63000 دينار.
وبالتنسيق المحكم بين مصالح الشرطة والسرعة في التنفيذ، أوقت مصالح أمن دائرة سيقوس المركبتين المتبقيتين وأربعة أشخاص ينحدرون من ولايتي الجزائر وقسنطينة، مع حجز كمية أخرى من المؤثرات العقلية قدرت بـ13319 كبسولة من نفس الدواء مخبأة بإحكام بنفس الكيفية، مع تحويل الأشخاص والمحجوزات إلى مقر الفرقة، لتصل الكمية الإجمالية المحجوزة إلى 28935 كبسولة «بريغابالين 300 ملغ»، ليتم توقيف مشتبه به آخر، في الوقت الذي لاذ متهمان بالفرار لوجهة مجهولة.
وتضاربت تصريحات المتهمين في جلسة المحاكمة، أين حاولوا التهرب من جرم الحيازة والترويج، مفندين علاقتهم بالمتهم الرئيسي (د.ع.ق)، غير أن كشف المكالمات أثبت من خلال ما طرحه قاضي الجلسة وجود اتصالات مسبقة بين عديد المتهمين، ومنهم من كلف بمراقبة الطريق وتأكيد خلوها من الحواجز الأمنية.
ممثل النيابة العامة وفي مرافعته، كشف بأن عناصر الشبكة ضبطت بحوزتهم 28935 قرص «بريغابالين»، منها 15516 ضبطت على متن السيارة الأولى من نوع «بيجو 406» وكمية ثانية تقدر بـ13319 قرصا مهلوسا على متن سيارة «رونو كليو».
وأكد ممثل النيابة بأن الملف يعج بالأدلة التي تدين عناصر الشبكة، وتثبت ضلوعهم في الجرم المتابعين به، مشيرا إلى أن القضية تمت معالجتها بناء على معلومات عن وجود نشاط مشبوه لشبكة تروج المهلوسات، ليتم التوصل لتوقيف سيارة «بيجو 406» يقودها المتهم (ج.ب)، وفي التوقيت نفسه وردت معلومات، عن فرار مركبتين أخريين، الأولى من نوع «رونو كليو» والثانية «قولف فولسفاقن»، أين سلكتا طرقا فرعية ترابية نحو مدينة سيقوس باتجاه ولاية قسنطينة، ليتم توقيفهما.
وأضاف ممثل النيابة المحلية بأن سجل الاتصالات الهاتفية يثبت وجود اتصالات بين المتهمين، والتنسيق في ما بينهم وصولا لخنشلة قادمين من العاصمة لنقل كميات الأدوية المؤثرة، التي كانت فاسدة وحفظت بطرق مخالفة، وهي سموم تهدد الصحة العمومية.
أحمد ذيب
