اتخذ، عشية أمس الأول، والي أم البواقي سمير نفلة قرارًا منحَ من خلاله سلطة الحلول الكلية لرئيس دائرة عين مليلة بالنيابة، ليتولى تسيير أمور المواطنين المتعلقة بالبلدية، مُجمدا بذلك المجلس البلدي، بعد مرحلة انسداد استمرت طويلا، حاولت من خلالها السلطات الولائية جمع شمل أعضاء المجلس، دون جدوى، في ظل رفض جل المنتخبين التعامل مع رئيس البلدية الحالي.
قرار الوالي جاء بعد اجتماعه قبل يومين بأعضاء المجلس الشعبي البلدي لعين مليلة، في محاولة أخيرة لجمع الشمل، وإعادة الأمور إلى نصابها، وذلك بعد سلسلة إعذارات وُجهت لأعضاء المجلس الذين رفضوا العمل مع رئيس البلدية، وتمرير مداولة منحة رمضان للمعوزين، وهي المداولة التي قام فيها الوالي عشية الشهر الفضيل بمنح سلطة الحلول الجزئية لرئيس دائرة سوق نعمان، الذي يتولى تسيير دائرة عين مليلة بالنيابة، أين صادق عليها ليتم صب المنح المالية في حسابات المعوزين البريدية.
وتلا ذلك اتخاذ قرارات بإلغاء الديمومة لـ5 أعضاء بالمجلس البلدي، وهي القرارات التي دفعت 15 عضوا إلى تقديم استقالات جماعية من مختلف اللجان داخل المجلس، وأكدوا حينها استمرار حالة الانسداد في المجلس، بعد استنفاذ -ما وصفوه- بكل الحلول من أجل الوصول إلى مخرج مرضي، يضمن -بحسبهم- الحريات التي نص عليها الدستور ويكرّس مبدأي الديمقراطية والشفافية في تسيير المجلس.
وكان المعنيون قد قالوا في بيان استقالتهم إن معارضة رئيس البلدية تأتي نتيجة تسجيلهم خروقات بمكتب الصفقات، وكذا الانفراد في السلطة وصولا لعدم برمجة المداولات في الآجال المحددة وفق القانون، إلى جانب إدراج نقاط حساسة في جدول أعمال المداولات في آخر لحظة في كل مرة، حسبهم، وهي اتهامات سبق لرئيس البلدية تفنيدها، داعيا حينها المنتخبين الذين يبحثون عن تنحيته من منصبه للتوجه لأروقة العدالة، في حال تأكد فعلا حيازتهم على ما يثبت قيامه بتجاوزات وخروقات.
ورفض المنتخبون خلال اجتماعهم الأخير مع والي أم البواقي، كل الحلول المقترحة، التي يبقى أساسها العمل مع رئيس بلدية تحت سقف مجلس واحد، الأمر الذي جعل السلطات الولائية تعجل بمنح سلطة الحلول الكلية لرئيس الدائرة، إلى غاية عودة المياه إلى مجاريها بين أعضاء المجلس البلدي المعارضين ورئيس البلدية.
وخلف مشهد الانسداد الحاصل داخل المجلس البلدي لعين مليلة، استياء كبيرا وسط سكان المدينة، من الذين عبروا عن أسفهم عن الوضع الحاصل نتيجة الانشقاقات بين أعضاء يمثلون بلدية واحدة وقدموا جميعا من أجل خدمتها والارتقاء بها، مؤكدين بأن عين مليلة من بين البلديات الغنية في الجزائر بمداخيلها، والتي كان من الواجب توجيهها لخدمة التنمية، وتغيير وجهها الشاحب بعيدا عن الصراعات، التي باتت تتجدد من مجلس لآخر.
أحمد ذيب