شهدت عنابة يومي الخميس والجمعة، إقبالا لافتا على شراء السمك بأنواعه، مع تنوع العرض لمختلف المنتجات السمكية، بفضل استقرار حالة الطقس وخروج بواخر الصيد، حيث زادت الحركية بالأسواق والمحلات كما هو معهود في شهر رمضان. ودخلت خلال اليومين الماضيين، أنواع مختلفة من الأسماك منها الزرقاء الصغيرة، التي تعوض السردين من حيث الحجم والسعر، منها البوقة والسورال التي بيعت بما بين 500 و 600 دج، مقارنة بالسردين الذي يصل ثمنه لـ 1000 دج مع محدودية الكمية.
رصدت النصر بسوق السمك بقلب وسط المدينة، تسويق الجمبري الأبيض «شيفرات» بـ 2000 دج وهو سعر مرتفع على غير العادة كونه يسوق بما بين 1000 و 1500 دج، وتم تسويق الجمبري الأحمر بـ 4000 دج، والحبار بـ 2800 دج، كما تراوح سعر المرلون، والروجي، والقاروص البحري ما بين 2200 و 2500 دج من الحجم المتوسط والكبير. ولاحظنا إقبالا كبيرا على سمك القاجوج «الدوراد» المستزرع داخل الأقفاص بالبحر، كون سعره مقبول نوعا ما، وتراوح ما بين 1300 و 1400 دج، غير بعيد عما هو موجود بنقاط التسويق المعتمدة والمحدد بـ 1100 دج بالنسبة لـ «الدوراد» كبير الحجم، بعد أن كان يسوق في الأشهر الماضية ما بين 1600 و 1800 دج.
وقامت مصالح مديرية الصيد البحري بعنابة خلال الأيام الماضية، بضخ كميات هامة من سمك القاجوج و«التلابيا» بالسوق، لمواجهة تراجع العرض نتيجة رداءة الأحوال الجوية، والاعتماد على أسماك التربية على مستوى الأحواض والأقفاص العائمة في إحداث توازن في السوق وكسر الأسعار وكذا الاحتكار، خاصة أن بعض الأنواع الواسعة الاستهلاك كالسردين، وصل ثمنها 1300 دج مع تراجع المردود.
ويستغرب أصحاب بواخر صيد، تحدثت إليهم النصر بميناء عنابة، عدم العثور على كميات كبيرة من السردين بالمواقع المعهودة بعرض البحر، في هذه الفترة التي من المفترض تعرف وفرة، ويربط مختصون ذلك بالجفاف وعدم تساقط الأمطار، حيث يفضل سمك السردين العيش في مياه البحر معتدلة الملوحة، أين تختلط المياه العذبة القادمة من الجبال والوديان والمجاري المائية، بمياه البحر فتصبح درجة ملوحته معتدلة.وتضيف ذات المصادر أن التراجع يعود أيضا إلى نقص الطحالب التي تتغذى عليها أسماك السردين، وذلك بسبب الصيد العشوائي وغير المرخص للمرجان، كون الطحالب من الكائنات البحرية التي تنمو وتعيش وسط الشعاب المرجانية. وينتظر خلال الأسابيع المقبلة، دخول أسراب سمك أبو سيف «سبادو» والتونة، القادمة من المياه الباردة للتكاثر في سواحل البحر الأبيض المتوسط، على أن يشرع في صيدها بداية شهر جوان، وتعتبر عنابة ممرا استراتيجيا لسمك التونة باتجاه خليج سرت بليبيا أين تضع بيوضها هناك تم تعود مرة أخرى.
حسين دريدح
